وثيقة الحرية بتوقيع أبراهام لينكولن في مزاد نادر بنيويورك
في مزاد استثنائي تنظمه دار سوثبيز بنيويورك يوم 26 يونيو 2025، تُعرض إحدى النسخ التذكارية النادرة من التعديل الثالث عشر لدستور الولايات المتحدة الأمريكية، وتحمل توقيع الرئيس أبراهام لينكولن، بسعر تقديري يتراوح بين 8 و12 مليون دولار.
وتُعد هذه النسخة من أندر الوثائق التاريخية في الذاكرة الأمريكية، إذ لم يُعرف سوى 15 نسخة فقط وقّعها لينكولن بيده، ما يجعلها مرشحة لتحطيم الرقم القياسي لأغلى وثيقة رئاسية بيعت في مزاد، بعد أن بلغ سعر إحدى نسخ "إعلان تحرير العبيد" 3.8 ملايين دولار في عام 2010.
توقيعات من قلب الكونغرس
تضم الوثيقة المعروضة توقيعات كلٍّ من نائب الرئيس آنذاك هانيبال هاملين، ورئيس مجلس النواب شايلر كولفاكس، و151 مشرّعًا من أعضاء الكونغرس، بينهم 37 من مجلس الشيوخ و114 من مجلس النواب، وهو ما يمثّل 96% من الأصوات التي أيدت القرار التاريخي بإلغاء العبودية.
ويُعرف هذا النوع من النسخ باسم "النوع البرلماني"، لتمييزه عن النسخ الرسمية الأخرى، وقد تم توقيعه عقب المصادقة على التعديل في مطلع عام 1865، كوثيقة احتفالية تُخلّد لحظة فارقة في التاريخ الأمريكي.
اقرأ أيضاً قطع نادرة من حياة أبراهام لينكولن تُعرض في مزاد تاريخي مطلع مايو
من لينكولن إلى فوربس.. رحلة وثيقة
عرفت الوثيقة تاريخ ملكية غنيًا، فقد كانت في خمسينيات القرن العشرين ضمن مجموعة السيدة إف. إم. تايلور، ثم انتقلت إلى روي كروكر، وهو محامي لوس أنجلوس المعروف باقتنائه لأبرز مقتنيات لينكولن، والتي شملت أيضًا نظارته التي استخدمها في مسرح فورد ليلة اغتياله.
ثم اشتراها لاحقًا الناشر الشهير مالكولم فوربس، الذي ضمّها إلى مجموعته المتنوعة من الوثائق النادرة والطائرات والدراجات النارية، قبل أن تُعرض في مزاد كريستيز عام 2002 وتستقر منذ 2007 في يد مالك خاص.
اقرأ أيضاً عرض رسائل وخطابات نادرة من إبراهام لنكولن وجورج واشنطن فى مزاد أمريكي
وتُسلّط هذه الوثيقة الضوء على البعد الرمزي العميق الذي شكّله توقيع لينكولن، رغم أن الدستور الأمريكي لا يُلزم الرؤساء بالتوقيع على التعديلات الدستورية، غير أن لينكولن، بوصفه الرئيس الذي قاد الولايات المتحدة نحو إلغاء العبودية رسميًا، أراد أن يُضفي على هذه اللحظة صبغة شخصية وتاريخية تؤكّد التزامه العميق بمبدأ المساواة، وهو ما جعله يُوقّع على هذه النسخ التذكارية لتظل شاهدة على نضاله الإنساني.
