مصممة الأزياء أميمة عزوز: صنعت هويتي من التراث.. وأزيائي لرمضان تحتفي بالأنوثة والحشمة

لتصميم أزيائها أبجدية مميزة، ولألوانها لغة متفردة شكلتها من مجموعة عناصر بتكوين موحد من خلال الخط والشكل والنسيج، معتبرة هذه المتغيرات أساسًا لتعبيرها عن البحث في ثقافتها المتنوعة وتراثها الموغل في التاريخ، وأحلامها المتمددة بكل مناطق المملكة العربية السعودية.
تأثرت بالأسس التصميمية التراثية وكان لتأثرها معنى جميل أعطت فيه التكامل والتوازن، والإيقاع والنسب، بدقة غير متناهية، كي تخلق تصميمًا إبداعيًّا يشعرها بالتناسق الجمالي لذاك الإرث الجميل، ويربط مجتمعها بين ماضٍ مجيد وحاضر تليد.
منصة "الرجل" التقت مصممة الأزياء أميمة عزوز مؤسسة وصاحبة العلامة التجارية "أميمة محمود عزوز" العاشقة لتصميم الأزياء مصقولة بالدراسة، والمتفردة بتشكيلاتها في دارتها لترصد الجمال في تصاميمها متعددة الأشكال والألوان والمتنوعة في الخامات التي لا حصر لها.
نشأت متأملة وباحثة
من هي أميمة؟
أميمة ابنة المدينة المنورة، نشأتُ بتوجهات مختلفة عن باقي إخوتي بالتفكير والتأمل، باحثة عن الجمال بكل صوره وأشكاله، رفيقي القلم لأسطّر بعض حروف، وصديقي اللون لأترجم ما سطرته أناملي، وألصق كل ما تراه العين من جمال في دفتر مذكراتي.
من أين بدأت؟
الزواج بعمر صغير لم يوقف طموحي، بل زادني إصرارًا على التعلم ومتابعة دراستي الجامعية بأربعة أطفال مع التوازن في كل شيء. وبعد التخرج عملت بشهادة الفنون الإسلامية في مدارس خاصة. اكتسبت خبرة مميزة بكل شيء سواء بتعليم الطالبات أو بتدريب بعض المعلمات كوني أتمتع بفكر نيّر، وأفق واسع، نظرًا للتعلم الدائم، واطلاعي الواسع من خلال سفري المستمر الذي أكسبني خبرات متعددة، وطموحًا أعلى وأحلامًا أكبر.
درست واكتسبت الخبرات
من دراسة الفنون الإسلامية إلى عالم تصميم الأزياء، ما شكل التقارب بينهما؟
تقارب كبير، بين الخط واللون والنسب، والظل والنور، كله يتشكل من فن على لوحة بيضاء، إلى فن لألوان الأقمشة. ولولا دراستي الفنية لما كانت دراستي في تصميم الأزياء سهلة وسلسة جدًّا، من خلال دورات متخصصة في أوروبا.
التحقت بجامعة (Ual -University of the arts London) ماذا أكسبتك؟
درست فيها دورتين فقط لزيادة رصيدي في البحث، واتجهت لمن يصنع العلامات التجارية العالمية لأكتسب خبرات أعلى، كما زرت عدة جامعات في باريس للتواصل المستمر والتعاقد معها لتحقيق العالمية في الأزياء.
صنعت هويتي
أشرت للعلامات التجارية، ما وجه الشبه بين صناعة الموضة وصناعة العلامة التجارية؟
الصناعتان تتكاملان، ولصنع علامة تجارية يجب أن يكون هناك موضة سنوية تحقق الكيان الذاتي، وتعطي الهوية الخاصة بالمصممة. لذلك صنعت هويتي من تصميم الأزياء التراثية السعودية بحلة جديدة تتناسب مع تطورات العصر الحديث، حفاظًا على الاستمرارية، لأجعل فتاة اليوم تعشق تراث الأمس المحتشم والجميل.

أثواب رمضان زاهية
نحن قادمون على شهر رمضان الكريم، ما شكل التصاميم؟
شهر رمضان شهر الخير والإحسان، تتمدد فيه الروحانيات، وتتقاطر النساء لاقتناء أجمل الأثواب التراثية بالألوان الزاهية الجميلة، التي تتجلى بمظاهر الحشمة وتمنحها الشموخ والأنفة وما يليق بأنوثة المرأة السعودية، في أثناء اللقاءات العائلية أو مع الأصدقاء على موائد الإفطار والسحور تعبيرًا عن فرحتهن بقدوم هذا الشهر الكريم.
عرض من برج إيفل
أول محطة في حياتك المهنية؟
قدمت أول عرض، من برج إيفل في باريس، خمس عشرة لوحة فنية، بهويتي، من الملابس التراثية التي أبهرت جميع الحضور.
وما لفت نظري في عالم الغرب أنه يسعى لإظهار المبدعين والمبدعات، الأمر الذي كنا نفتقده سابقًا، وتحقق بعهد حكومتنا الرشيدة ورؤية 2030 التي أعادت للمرأة السعودية المبدعة والمميزة وجودها وألقها بين العالم.
ماذا عن المواد الخام بذاك العرض؟
كانت مزيجًا من الخامات الأوروبية، والمحلية، وشكلت التراث الجميل من جميع مناطق المملكة الذي أرسى معايير التراث السعودي عند المرأة الغربية، فجاء العرض مبهرًا يخطف الألباب في لوحة جميلة تعج بالأحجار الكريمة والجواهر الذهبية والفضية.

رسالتي إنسانية ووطنية
ما الهدف من اعتماد التراث السعودي في تصاميمك؟
مصممة الأزياء تحمل رسالة إنسانية ووطنية، وأقل واجب أقدمه لوطني الحفاظ على هذه القيم التراثية لأجيال متوارثة جيلًا بعد جيل.
ما هي الصعوبات التي مررت بها؟
إقامة عروض الأزياء في الخارج كان يترتب عليه عوامل لوجستية صعبة في الشحن والنقل والتعب الجسدي، ما يدفعني للتساؤل لِمَ لا يكون وطني محطة انطلاق لعالم الموضة أيضًا؟ وإقامة تلك العروض على أرضه.
إلى أن تحقق ذلك من خلال رؤية 2030 التي قلبت الموازين وجعلت المملكة العربية السعودية تستضيف عروض الأزياء، في أثناء أسبوع الموضة، وهذا ما حثّ عليه سمو الأمير محمد بن سلمان لتنوع مجال الاقتصاد.
تحديات الجنادرية
دُعيت لتصميم أزياء مهرجان "الجنادرية" في 2014 ماذا عنه؟
كان تحديًا وإصرارًا على النجاح، كوني أول سيدة سعودية تصمم ملابس الجنادرية. فتحديت نفسي بتصميم أربع "دقل" لأربعة فنانين عرب مميزين خلال خمسة أيام محسومة من قبل إدارة الحدث.
ماذا تعني كلمة "دقلة"؟
كلمة "دقلة" تعطي توجهًا بأنها خاصة بالرجل، ولها عدة مصطلحات وهي شبيهة بالجاكيت الرجالي الرسمي إلا أنها تختلف في الطول وتُزخرف بأشكال مختلفة.
وكيف استفدت من تلك التحديات؟
واجهت صعوبات في اختيار الخامات المناسبة لـ "الدقل" الرجالي، والتحديات الكبرى ترتيب حرير القز مع التطريز ـ لكن تلك التحديات خلقت الإبداع والتميز، والدافع لأكون مصممة ناجحة بكل المقاييس في عالم التراث.
ما الصدى الإعلامي الذي تحقق؟
أصبح إنجازي مادة دسمة لكل إعلامي، ولكل صحفي ولكل مصمم أزياء ومصممة لمعرفة أميمة عزوز من تكون التي قدمت عملًا إبداعيًّا في خمسة أيام متتالية.
عيني تلتقط الجمال
ما المصادر التي استلهمت منها تصاميمك؟
دراستي للشبكة الإسلامية منحتني أفقًا وخيالًا إبداعيًّا كبيرًا، والطبيعة الخلابة بما فيها من جمال رباني مزخرف ومتشابك مليء بالعناصر الهندسية المرسومة بيد خالق مصور، جعلت عيني تلتقط الجمال وتسرح بخيال لا حدود له، وتأخذ الوحدة الهندسية لتصيغها بإبداع فني وتحولها إلى لوحة جمالية رائعة تلبس الجسم بأناقة لا مثيل لها.
ماذا عن مشاركتك بمهرجان الإبل؟
مهرجان تراثي يُقام كل عام يحكي عن الصبر والقوة والصمود، ما يعكس قوة الصحراء وشموخ وعزة الرجل العربي. وشاركت فيه من خلال تصميم وتنفيذ "الدقل" لبعض ملاك الإبل وبعض أعضاء مجلس الإدارة واعتبرتها نقلة نوعية في تاريخ مسيرتي.

التحديات والإبداع
ماذا منحتك التحديات؟
منحتني التقدير لذاتي، ولو لم يكن التحدي في داخلي لبقيت "مكاني سر"، ولم أستطع الإبداع مطلقًا.
"نحلم ونحقق" كان شعار يوم التأسيس لعام 2023م ما الحلم الذي زرعته أميمة على تصاميمها؟
زرعت حلمًا وبدأت بخطواته، حلمت بعروض أزياء في وطني وتحقق، وحلمت بعروض أجنبية في ديارنا وتحقق، وحلمت بأن تصبح بلادنا وجهة سياحية عظيمة تأتي لها الوفود من كل حدب وصوب وتحقق بفضل عراب الرؤية 2030 صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.
خط جديد لرمضان
هناك مشاريع لشهر رمضان المبارك؟
هناك خط جديد أخص "الرجل" فيه، سيخرج للنور في شهر رمضان المبارك وأول خطوة على طريق الإنتاج للمرأة والرجل تناسب الشهر الفضيل، للاستخدام اليومي. وتصاميم أثواب تستوحي التراث لارتدائها في السهرات الرمضانية والأعياد، والعباءات الرسمية للمحافل الدولية التي تناسب المرأة المحتشمة.
الحلم الذي يراودك؟
أحلم بخط إنتاج سعودي ينافس الإنتاج الأوروبي، في السوق السعودي وأعمل عليه حاليًّا بكل تصميم ودراسة مهنية بوضع عالم الأزياء في المملكة تحت مظلة هيئة الأزياء، وهذا الإرث أتركه لبنات بلدي من بعدي في عالم الأزياء.
ما الهدف الأساسي من إنشاء مصنع للأزياء؟
لتشغيل اليد العاملة السعودية والعربية، لأن تمازج الثقافات العربية يحقق إنتاجًا جميلًا وقويًّا، ويكون للمرأة العربية مكانة رائعة على الأرض التي عملت عليها وعشقتها، ولتحقيق الهدف الأبعد وهو أن تصبح السعودية الرائدة الأولى في عالم الموضة.
همة حتى القمة
نصيحة تسديها للشباب والصبايا في هذا العالم المتنوع والكبير؟
أرى فيكم الرفعة والعنفوان والذكاء، فأنتم في عصر ذهبي، عصر تطور المملكة العربية السعودية، هذه النقلة النوعية جاءتكم على طبق من ذهب، اغتنموها، بالقيم والأخلاق لتزيد من هذا التطور وإيصال المملكة العربية السعودية لمرتبة الدول العظمى. فلا تدعوا الغرب يكمم الوعي عندكم ويبعدكم عن شرقيتكم ... "همة حتى القمة".
البطاقة التعريفة
الاسم: أميمة محمود عزوز
الشهادة: بكالوريوس فنون إسلامية جامعة الملك عبد العزيز
الحالة الاجتماعية: أم لأربعة أبناء
المهنة: مصممة أزياء
مكان وتاريخ الولادة: المدينة المنورة