باحثون يطورون إسفلتًا "ذاتي الإصلاح" لإطالة عمر الطرق

في خطوة مبتكرة لتعزيز استدامة البنية التحتية، يعمل فريق بحثي من جامعة سوانسي البريطانية وكلية كينغز في لندن، بالتعاون مع علماء من تشيلي، على تطوير نوع جديد من الإسفلت يتمتع بقدرة ذاتية على إصلاح تشققاته دون الحاجة إلى تدخل بشري.
تقنية جديدة لعكس عملية التشقق
ويعتمد البحث على آلية فريدة تهدف إلى عكس عملية التشقق في الإسفلت، مما قد يسهم في إطالة عمر الطرق وتقليل الحاجة إلى الصيانة المتكررة.
ونقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية عن الدكتور خوسيه نورامبوينا كونتريراس، المحاضر في قسم الهندسة المدنية بجامعة سوانسي، أن الفكرة الأساسية تقوم على تحفيز المواد لتصلح التشققات تلقائيًا، مما يعزز من كفاءة واستدامة الطرق.
مواد مبتكرة لإصلاح الشقوق تلقائيًّا
ويعتمد الابتكار الجديد على دمج مواد دقيقة مملوءة بزيوت معاد تدويرها داخل الإسفلت، حيث يتم تحرير هذه الزيوت عند بدء التشقق، ما يسمح بإعادة ترميم المادة بسرعة.
اقرأ أيضًا: تطورات تقنية الطاقة المتجددة.. كيف يمكن للتكنولوجيا أن تنقذ كوكبنا؟
وأظهرت التجارب الأولية أن تشققًا صغيرًا في سطح الإسفلت تمكن من الإصلاح بالكامل في أقل من ساعة، وهو ما يمثل إنجازًا كبيرًا في مجال هندسة الطرق.
تشبيه بآلية التعافي في جسم الإنسان
ووصف كونتريراس عملية الإصلاح الذاتي بأنها تشبه استجابة الجسم البشري للإصابات، موضحًا أنه "عندما يتمكن الجسم من اكتشاف مشكلة في مرحلة مبكرة، يمكنه معالجتها قبل أن تتفاقم، وهو المفهوم ذاته الذي يتم تطبيقه على الإسفلت ذاتي الإصلاح".
التكلفة والاستثمار طويل الأمد
ورغم عدم الكشف عن تفاصيل إضافية حول التقنية، أشار كونتريراس إلى أن التكلفة الأولية للمادة الجديدة قد تكون مرتفعة عند استخدامها لأول مرة على الطرقات.
ومع ذلك شدد على أن هذا الاستثمار سيكون مجديًا على المدى البعيد، حيث سيسهم في تقليل تكاليف الصيانة وإطالة عمر البنية التحتية للطرق، ما يعزز من كفاءة واستدامة مشاريع النقل.
ويعد هذا الابتكار خطوة واعدة في مجال تطوير مواد بناء أكثر ذكاءً واستدامة، ما قد يُحدث تحولاً جذريًا في مستقبل إنشاء الطرق وصيانتها حول العالم.