ستيف جوبز وأبل.. قصة كفاح خالدة هذه أبرز محطاتها
بكل تأكيد الحديث عن علاقة ستيف جوبز بأبل يشابه تماما وصف قصة حب وغرام عنيفة جمعت بين رجل والمرأة الوحيدة التي دق لها قلبه في حياته ففي الحقيقة منح ستيف جوبز كل ما يمتلك من موهبة وخبرة وحب لكل منتج حمل شعار شركة أبل ومر معها بفترات لم يسبق لها مثيل في عالم المال والأعمال حتى اليوم.
وأيضا جوارها ولم يتخلّ عنها في أوقات المحن والصعاب، تماما كما يعتني الرجل بزوجته أو ابنته لينظم ويضع لها السياسات والخطوات التي قفزت بشركة أبل بعد وفاة ستيف جوبز في عام 2011 لكي تصبح أول شركة في تاريخ البشرية تصل قيمتها التريليون دولار أمريكي بحلول بدايات النصف الثاني من العام 2018.
ولأن وصف علاقة ستيف جوبز وأبل يمكن تجسيد محطاتها المختلفة من عشرات الزوايا وبمختلف الأساليب فإن السطور التالية سوف تسلط الضوء على ما قام به ستيف جوبز لأبل لتصبح أيقونة اقتصادية تتربع على عرش الاقتصاد والأعمال بالرغم من الصعوبات الحالية.
1- ستيف جوبز المكالمات الهاتفية إلى أبل
لم تبدأ علاقة ستيف جوبر بشركة أبل دون مقدمات فقد عمل "جوبز" بجانب رفيقه ستيف وزنياك في صناعة تقنية المكعب الأزرق أو ما كانت تسمى Blue Boxes التي كانت عبارة عن خدمة تتيح إجراء المكالمات الهاتفية المجانية على الخطوط الأرضية داخل الولايات المتحدة وهو الامر الذي ساهم في جني الثنائي ستيف أرباح مادية كافية لصناعة حاسوب Apple I في العام 1976 ليكون أولى منتجات أبل بشكل غير رسمي والذي تم تصميمه وصناعته يدويا على يد ستيف وزنياك في حين كان يتولى ستيف جوبز مهمة التسويق لأولى منتجات أبل على الإطلاق في ذلك الوقت.
ومع تحقيق النجاح والانتشار لحاسوب Apple I بشكل غير متوقع لكل من ستيف جوبز ورفيقه ستيف وزنياك كانت الفرصة مواتية تماما للتفكير بشكل احترافي، لهذا رأى حاسوب Apple II ثاني منتجات أبل النور ليتحول بعد ذلك الحلم إلى واقع ملموس ويأتي عام 1977 والشاب ستيف جوبز البالغ من العمر 22 عاما فقط في ذلك الوقت يجلس داخل مكتبه في شركته الخاصة التي تحمل شعار التفاحة للمرة الأولى وهو لا يعلم بعد أنه على بعد عام من بناء أيقونته الخاصة.
4 تنبؤات أطلقها ستيف جوبز عام 1985 غيرت مستقبل القطاع التكنولوجي
2- ستيف جوبز وعجلة النجاح
مع قدوم العام 1978 بدأت شركة أبل بجني هوامش ربح رائعة بالنسبة لشركة تكنولوجية حديثة العهد فلقد سجلت الشركة أرباحا تخطت حاجز الـ 2 مليون دولار أميركي بفضل النجاح الذي حققته أجهزة Apple II والتي كانت بمثابة البوابة الحقيقية لتعامل البشر المتطور مع الكمبيوتر فتلك الأجهزة سمحت لمستخدميها بإنشاء البرامج الخاصة ومن أبرزها برنامج الأعمال الشبيه VisiCalc من خلالها.
ومع توالي السنوات ومرور الشركة بالعديد من المواقف أصبح ستيف جوبز أكثر حنكة وخبرة في التعامل مع الأحداث رفقة شريكه ستيف وزنياك لهذا، وسعيا للتطور وإضافة المزيد من القوة إلى مجلس إدارة الشركة لدعم خطاها ورؤيتها المستقبلية استقبلت أبل في العام 1983 فردا جديدا إلى الفريق التنفيذي التابع لها وهو جون سكولي.
3- ستيف جوبز وسنوات الفراق
لا شك أن عشق ستيف جوبز وتعلقه بشركة أبل كان أمرا مفروغا منه، ولكن هذا الأمر لم يمنع ترك "جوبز" لابنته البكر والسعي وراء هوسه في إنتاج وصناعة أجهزة كمبيوتر أكثر تطورا وتقدما لهذا ومع سنوات الفراق والانفصال بين ستيف جوبز وأبل التي امتدت أكثر من 10 سنوات وبالتحديد ما بين العام 1985 إلى العام 1996 نجح الشاب الثري ستيف جوبز في ذلك الوقت من السيطرة والاستحواذ على شركة لإنتاج الرسوم المتحركة الرقمية كانت تسمى بيكسر Pixar.
تلك الصفقة الأولى بعد انفصال ستيف جوبز عن أبل فتحت شهيته أمام النجاح، حيث أسس شركة نيكست NeXT لإنتاج الحواسيب المتطورة تقنيا والتي تتميز بأنظمة تشغيلها الأكثر شمولية وحداثة، حيث استخدمها تيم بيرنرز لي Tim Berners-Lee مؤسس شبكة الويب العالمية لتصميم اختراعه الذي غير مسار البشرية بأكملها.
ولأن شركة أبل لم تكن لتسمح في ذلك الوقت بأي تهديد خصوصا مع قدومه على يد أحد مؤسيسها شهد العام 1996 عودة ستيف جوبز مرة أخرى إلى بيته للمرة الأولى منذ 11 عاما، وذلك بعد استحواذ شركة أبل بالكامل على شركة نيكست NeXT.
4- ستيف جوبز وأبل والعودة للمسار الصحيح
عندما عاد ستيف جوبز مرة أخرى إلى أبل لم تكن الأمور كما تركها آخر مرة فكل شيء كان قد فقد هيبته وبريقه داخل الشركة خصوصا أرباحها التي واجهت تهديدا قويا مع ظهور تلك الأجهزة الداعمة لنظام تشغيل يسمى ويندوز Windows لهذا كان على "جوبز" أن يتولى مهمة إعادة الأمور إلى المسار الصحيح من جديد.
ولعل أولى تلك الخطوات التصحيحية كان استثمار ستيف جوبز لـ150 مليون دولار لإدارة المعركة بشقيها التكنولوجي والإداري حيث تم استخدام الأموال بمهارة لزيادة تدفق الإعلانات المبرزة لمنتجات أبل Apple من جهة ومن جهة أخرى كان الفريق التقني للشركة الأمريكية داخل المعامل الخاصة يقوم بتجارب لإنتاج الـiMac أول جهاز كمبيوتر شخصي من شركة أبل، وهذا نجحت بتحقيقه الشركة بالفعل لتتفتح لها أبواب النجاح من جديد.
والحقيقة أن أبل عانقت النجاح واختبرت سنوات عديدة من السعادة والأوقات الجيدة بعد عودة ستيف جوبز فبجانب سيطرة الشركة على سوف الهواتف الذكية من خلال إنتاجها لهواتف أيفون iPhone ظهرت العديد من الأجهزة الخاصة بأبل في الأسواق والتي حققت نجاحات مبهرة مثل iPod وجهاز الـ iPad.
5- أهم ما يجب تعلمه من ستيف جوبز
صعوبة تلخيص قصة ستيف جوبز وأبل في مقال واحد فقط لا يعني عدم وجود دروس مستفادة مما قدمه "جوبز" لشركة أبل، فالابتكار والإبداع والاهتمام دائما بالتسويق والدعاية بجانب رسم طريق خاصة بالنجاح الذي لا توجد له وصفة أو خريطة، بالإضافة إلى المرونة والتكيف مع المتغيرات تبقى من أهم الدروس المستفادة لملخص قصة كفاح ستيف جوبز مع أبل.