هل تريد أن تكون قائدًا مُلهمًا؟ أظهِر ضعفك
لدى أغلبنا تصور أو قناعة ما بأن أفضل القادة هم القادرون على إخفاء مشاعرهم، ويتجنبون التحدث عما يقلقهم أو يثير مخاوفهم، فهم هؤلاء الأشخاص الذين يشعرونك بأن كل الأمور تسير على خير ما يُرام طوال الوقت، ما يجعلك تظن أنهم شخصيات خيالية مصنوعة من فولاذ أو حديد قادرة على تحمل أي ضربة والخروج من الأزمات بمنتهى البساطة والسهولة.
في الوقت نفسه يعتقد بعض القادة أن إظهار أدنى درجة من الضعف أو الهشاشة قد يجعل الآخرين يتعاملون معهم على أنهم أشخاص ضعاف وعاجزون، إلا أنهم في حقيقة الأمر مُخطئون تمامًا؛ لأن إظهار الضعف أحد أشكال القوة، وأعظم القادة في العالم هم القادرون على إظهار الجانب الهش أمام الجميع؛ لأنهم يدركون أن إظهار الضعف يعد دليلا على شجاعتهم وقوتهم.
شراكة سعودية إماراتية لتأسيس كيان جديد للطاقة برأسمال 10 ملايين ريال
أنت تتحول من كونك مجرد مدير إلى قائد مُلهم عندما تظهر جانبك الضعيف، وتصبح حساسًا، وتتعامل مع الآخرين بشفافية، وتعترف بأخطائك وتسعى إلى إصلاحها.
إظهار جانبك الضعيف لا يجعلك تبدو شخصية ضعيفة ومهزوزة، ووجدت دراسة نُشرت مؤخرًا أن إظهار الجانب الضعيف يؤكد أنك شخصية قوية وشجاعة، وأنك قادر على مواجهة المشاكل والتغلب على الصعاب والتحديات.
وتقول الكاتبة كيمبرلي ويسل، مؤلفة كتب تحدثت عن هذا الشأن، إن إظهار الجانب الضعيف من شخصيتك كقائد سوف يساعدك على الابتكار والإبداع، كما أنه يساعد على خلق بيئة عمل مريحة وخالية من المشاكل، ومناخ يسهل على الموظفين القيام بمهامهم، ما يساعد في نهاية الأمر على تحقيق نجاح كبير.
وكونك قائدًا عطوفًا قادرًا على إظهار جانبك الضعيف أمر في غاية الأهمية بالنظر إلى الأمور التي نستعرضها فيما يلي:
تقليل التوتر والإرهاق في العمل
هل سبق أن عملت داخل غرفة يوجد فيها فيل؟ ولم يتحدث أحد عن الأمر؟ بالتأكيد هذا مستحيل، فإذا كنت موجودًا في غرفة يوجد فيها فيل بالفعل فبالتأكيد كل الموجودين سوف يتحدثون عن ذلك. أحزانك ومشاكلك تشبه الفيل، لا يمكن ألا تتحدث عنها، ولا يجب تجنب التطرق إليها، لأنك بهذه الطريقة سوف تتسبب في خلق جو مليء بالتوتر والإرهاق.
بإمكانك التخلص من قدر كبير من التوتر والإرهاق وشد الأعصاب في العمل، إذا أظهرت جانبك الضعيف واعترفت بأنك تعاني من مشكلة ما، وتحدثت في الموضوعات غير المريحة، بهذه الطريقة سوف تصبح بيئة العمل مكانًا مريحًا، ويسهل على الموظفين الإعراب عن مشاكلهم والتحدث عما يشعرون به بمنتهى الحرية.
التواصل بشكل أفضل
تحديد ما يمكن التحدث عنه وما لا يجب التطرق إليه أحد مسؤوليات القائد في أي منظمة، وإذا كان القائد قادرًا على التحدث عن نفسه ومشاركة الآخرين المعلومات والمخاوف والأفكار بصدق وأمانة، فهو بذلك يُرسل رسالة قوية جدًا إلى باقي الموظفين مفادها أنهم عليهم جميعًا فعل شيء نفسه، ما يجعلهم قادرين على التواصل مع بعضهم البعض بطريقة أفضل كثيرًا، وتصبح عملية التواصل صحية كما أنها سوف تغدو أكثر سلاسة وسهولة.
تدفق المعلومات والأفكار وزيادة القدرة على الإبداع
من خلال الاعتراف بأنك كقائد ليس لديك إجابات كل الأسئلة وحلول كل المشاكل فإنك بذلك سوف تسمح لباقي الموظفين بعرض أفكارهم، والعمل على تطوير الأفكار والابداع، كما أن هذا من شأنه أيضًا السماح بتدفق المعلومات بين الموظفين بطريقة سهلة وبسيطة، والقيام بأشياء جديدة ومختلفة.
كما أن القادة الذين يعترفون بأنهم اتخذوا قرارًا سيئًا أو لم يحقق نتائج تُذكر فإنهم غالبًا ما يكونوا قادرين على حل المشاكل، والخروج من الأزمات بسهولة وبساطة أكثر من غيرهم الذين يرفضون الاعتراف بالخطأ.
تحديد المشاكل في وقت مُبكر
في كثير من الأحيان يخشى الموظفين من نقل أخبار سيئة أو التحدث عن مشاكل مع قادتهم، خوفًا من التعامل مع هذه المعلومات بطريقة سيئة، وفي الوقت الذي يكتشف فيه القادة أن هناك خطأ أو مشكلة، فإن الأمور تكون قد خرجت عن السيطرة بالفعل، ويكون هناك أضرار كثيرة، ما يصعب من حل المشكلة وإنهاء الأزمة، ولكن إذا كان القادة أشخاص يتسمون بالعطف ويظهرون جانبهم الضعيف فإن هذا من شأنه تشجيع الموظفين على التحدث عن المشاكل لأنهم لا يشعرون بالتهديد، وهذا يساعد بدوره على تحديد المشاكل في وقت مبكر، وتفادي الكثير من الأخطاء.
كم عدد المصارف السعودية والإماراتية المشاركة في مشروع العملة الرقمية الموحدة ؟
خلق فريق عمل أكثر تعاونًا وتماسكًا
العمل مع قائد صارم ومنغلق على نفسه يخلق بيئة عمل غير مريحة، لا يتعاون فيها الموظفون مع بعضهم البعض، ويتجنبون البوح بما يفكرون فيه، ولا يتشاركون المعلومات مع بعضهم البعض، في المقابل فإنه كلما كان القائد أكثر انفتاحًا وأكثر قدرة على التعبير عن نفسه وإظهار مشاعره، فإن الفريق الذي يعمل معه يصبح أكثر تعاونًا وتماسكًا، وسوف يشجعهم ذلك على أن يكونوا أكثر إنتاجية.