بورتو (البرتغال)–عادل مراد:

في الاجيال الخمسة الماضية من سيارة بي إم دبليو الفئة السابعة، حمل كل جيل منها تقنية جديدة طبقت للمرة الاولى في الصناعة. من ابرز النماذج الجيل الرابع الذي حمل نظام "أي-درايف" الذي اعتمدته فئات كثيرة في الصناعة فيما بعد، والجيل الخامس الذي حمل تقنية الرؤية الليلية. ولكن الجيل السادس الجديد الذي قدمته الشركة للاعلام الدولي في البرتغال وشاركت فيه "الرجل" جاء يحمل من التقنيات الجديدة عددا كبيرا يدفع السيارة الى المزيد من الفخامة والقيادة الذاتية.

فالسيارة الفاخرة التي سوف تصل الى الاسواق العالمية في نهاية الشهر الجاري يمكنها ان تصف نفسها داخل مرآب بتوجيه من السائق الذي يقف خارجها وذلك بالريموت كونترول. كما انها توفر نقطة اتصال ساخنة داخلها بالانترنت لكافة الاجهزة المحمولة داخلها وحولها، وتتعامل مع السائق باشارات اليدين اثناء القيادة.

ولكن بعد قيادة السيارة لمدة يومين على مختلف الطرق في البرتغال وعبر شبكة من الطرق الجبلية تعد من الافضل في اوروبا، يمكن القول ان الجيل الجديد من الفئة السابعة حافظ على تراثه المعهود بتوفير قيادة ديناميكية متأهبة يتمتع بها السائق والركاب، بالاضافة الى لمسات الفخامة الوثيرة التي تحاول الشركة بها منافسة فئة إس كلاس من مرسيدس بنز التي تتقلد زعامة المبيعات في هذا القطاع.

وانتجت الشركة في هذا الجيل اخف سيارات الفئة السابعة وزنا، بفقدان 130 كيلوغراما من وزن الفئة السابقة، واكثرها فخامة وديناميكية وتجديدا تقنيا. كما حافظت ايضا على المزايا التقليدية في هذه الفئة وهي الديناميكية وكفاءة التشغيل.

وقال نائب رئيس الشركة ومدير مشروع الفئة السابعة والتر شيندلبيك ان الشركة استخدمت تقنيات جديدة لخفض الوزن باستخدام مواد كربونية ضمن هيكل السيارة بالاضافة الى الفولاذ الصلب والالومنيوم والمغنيسيوم. واستطاعات الشركة ايضا خفض معامل مقاومة الهواء في هذه السيارة الى 0.24 درجة اي انهاافضل انسيابية من معظم السيارات الرياضية. وكان من ضمن الوسائل التي لجأت اليها لتحسين الانسيابية اغلاق فتحات التبريد الامامية حتى حاجة المحرك الى التبريد.

وتزخر السيارة بالعديد من تقنيات الامان لمنع التصادم والحوادث منها نظم المحافظة على حارة السير ومنع التصادم الامامي والتحذير من المرور الخلفي العرضي.

وكانت الشركة قد باعت من الجيل السابق نحو 370 الف سيارة منذ ان كشفته للاعلام في عام 2008. وتعتقد الشركة انها سوف تتفوق على هذا الرقم بالجيل الجديد الذي يبدأ طرحه في الاسواق يوم 24 اكتوبر (تشرين الاول) الجاري. هذا وتبلغ المبيعات السنوية من الفئة السابعة نحو نصف مبيعات إس كلاس من مرسيدس. ولكن هذه المرة قد تضيق الفجوة بين النوعين بعد طرح الفئة السابعة الجديدة في الاسواق.

ويبدو ان الشركة استمعت هذه المرة لما يريده المستهلك في هذا القطاع. فقد اكد تيمو ريك نائب رئيس الشركة لادارة المنتجات في هذا القطاع ان الشركة بعثت بفرق بحث الى جميع انحاء العالم، بما في ذلك الصين والشرق الاوسط من اجل تحديد العوامل التي تجذب المستهلك في هذا القطاع.

وكانت النتيجة ان الشركة بدأت بتدشين الفئة الاكثر فخامة اولا، وهي فئة طويلة القاعدة وتتوجه الى فخامة المقاعد الخلفية. كما اتاحت للمشترين طلب الالوان والتجهيزات المرغوبة لهم منذ اول يوم لتدشين السيارة.

وهناك العديد من اللمسات التي وفرتها الشركة للمرة الاولى في القطاع منها سجاد من الضوء يفترش الارض بجوار السيارة لاستقبال ركابها اثناء الليل. ولم تتغير ابعاد السيارة عنها في الجيل السابق ولكنها تبدو اكبر حجما بفضل التعديلات التي جرت على شكل الشبكة الامامية والمصابيح. ومن الجانب تضيف الخطوط المنحوتة في الجسم والمكسوة بالكروم من انسيابية الشكل الجانبي.

وتستخدم السيارة اضاءة بنور الليزر توفر ضعف كمية الضوء المتاحة من انظمة "إل إي دي" السابقة مع عدم ابهار السائقين في الجهة المقابلة. ويتم فتح غطاء الصندوق الخلفي بلا مفتاح بتحريك القدم تحت السيارة واغلاقه بضغطة زر كهربائي.

التجيهزات الداخلية

وفي الداخل يتمتع السائق بأحدث تقنيات القيادة والفخامة والامان. وتبدو الكسوة الداخلية في اعلى درجات الفخامة وحرفة التركيب. ويمكن تحريك المقاعد الامامية والخلفية كهربائيا وتبريدها وتسخينها.

وتوفر السيارة عرضا بالالوان للمعلومات على زجاج النافذة الامامية امام السائق يشمل سرعة السيارة وملخص خريطة نظام الملاحة والسرعة القانونية المعتمدة. وتتحول سرعة السيارة الى الضوء الاحمر اذا ما تخطى السائق سرعة الطريق القانونية.

الكونسول الوسطي العريض يوفر مسندا لليد ومخزنا للادوات وموضعا لشحن الهواتف الجوالة لاسلكيا. ويختار السائق من عليه نوعية القيادة التي يفضلها بين المريح والاقتصادي والرياضي.

المساحات جيدة داخل السيارة ويتمتع الركاب الاربعة بمناطق تكييف هواء خاصة بهم بمكن ايضا مزجها بروائح زكية. ويتمتع الراكب الخلفي على الجهة المقابلة للسائق بجلسة صالون فخمة يمكن فيها دفع المقعد الامامي الشاغر الى اقصى درجة وتوفير مسند للقدمين.وتتوفر للمقعدالخلفي مزايا المساج والتبريد والتدفئة. وتشمل التجهيزات الداخلية سقف بانورامي زجاجي يضيء بلون من ستة الوان مختلفة، وتشمل الوان الاضاءة ارجاء السيارة ايضا.

ويقول فريق التصميم في الشركة الذي يشمل المصمم العربي كريم حبيب انه تلقى ايحاءات تصميم من رحلات حول العالم شملت مدن ابوظبي ولوس انجليس وشنغهاي وطبقت بعض الافكار التي اكتسبوها من رحلاتهم في تصميم الفئة السابعة الجديدة.

المحرك والقيادة

هذا وتنطلق السيارة بمحرك بترولي مكون من ثماني اسطوانات بشاحن توربيني مزدوج سعته 4.4 لتر يوفر للسيارة قدرة 450 حصانا و650 نيوتن متر من عزم الدوران. وهي تنطلق الى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 4.4 ثانية والى سرعة قصوى قدرها 250 كيلومتر في الساعة محددة الكترونيا.

ويرتبط المحرك بناقل حركة اتوماتيكي بثماني سرعات. ويتراوح استهلاك الوقود بين 33.2 و34 ميلا لكل غالون مع بث كربوني يتراوح بين 189 و194 غراما لكل كيلومتر تقطعه السيارة. وهي تتوافق مع معايير يورو 6 لنظافة التشغيل.

اثناء التجربة العملية في البرتغال تجاوبت السيارة بسلاسة مع كافة مواقف المناورة من الصعود الحاد على الطرق الجبلية الى الانطلاق على الطرق السريعة. ويشعر سائق الفئة السابعة الجديدة بأنه يقود سيارة رياضية متأهبة مع لمسات فخامة وثيرة يظهر اثرها بعد الرحلات الطويلة التي يخرج بعدها السائق منتعشا مثلما كان عند دخوله الى السيارة.

هذا وسوف تعلن الشركة عن الاسعار قبيل تاريخ دخول السيارة الى الاسواق المختلفة.:

الفئة الهايبرد سوف تدخل الاسواق في عام 2016

في لقاء مع رئيس مشروع السيارة الهايبرد في الشركة اندرياس فيلتر قال ان الفئة الهايبرد بشحن خارجي سوف تدخل الاسواق العالمية خلال عام 2016 وانها لن تزيد في الاسعار عن الفئة العادية كما انها سوف توفر القوة نفسها المتاحة من المحرك الكبير ولكن بمحرك صغير مكون من اربع اسطوانات.

وردا على سؤال حول اهمية السيارات الهايبرد مع انخفاض اسعار الوقود عالميا، قال ان العامل الحاسم هو نظافة التشغيل وانخفاض العادم. وفي الفئة الهايبرد لن يزيد معدل البث الكربوني من السيارة عن 49 غراما لكل كيلومتر تقطعه مما يمنحها اعفاءات ضريبية في الكثير من الدول الاوروبية.

وتستطيع السيارة الانطلاق بالطاقة الكهربائية وحدها لمسافة 40 كيلومترا كما تحقق انطلاقا لسرعة 100 كيلومتر في الساعة في 5.5 ثانية، ويصل مداها بخزان الوقود الواحد الى 600 كيلومتر. ويمكن شحن السيارة في عدة ساعات من التيار المنزلي او من موقع العمل. ولا يضطر اصحاب هذه السيارة اللجوء الى مواقع الشحن العامة لان لديهم من الوقود ما يمكن السيارة الوصول الى مقصدها قبل الحاجة الى الشحن الكهربائي.

ولا تفكر الشركة في الوقت الحاضر في طرح هذه الفئة في اسواق الشرق الاوسط. وان كان ذلك لا يمنع طلبها خصيصا للاستيراد عبر الوكيل.