Arrajol Magazine - page 34

32
ا
البكيرية مسقط رأسك،
لكنها مليئة بذكريات
الشقاء والمعاناة، ما الذي
حملته معك من هناك؟
ولدت في البكيرية في القصيم ، وقد
عانيت مع اهلي شظف العيش والفقر
والحاجة، ومارسنا كل الاعمال التي كان
يمارسها الناس في ذلك الوقت، وهي ما
توصف اليوم بالمهن الدونية والتي لا
يمكن ان يقبل بها سعودي حاليا، وهو
ما لا اتفق معه واراه موقفا خاطئا.
بدات اعمل حمالا في سن مبكرة،
مقابل اجرة لا تتجاوز ربع ريال، وكنا
نعمل في المواسم، في الحج في مكة
وجدة وكذلك الرياض، وتلك من اهم
المدن التي عملنا فيها.
كنت اؤخر الافطار لاتناوله قريبا من
الظهر، واؤخر الغداء لاتناوله قريبا من
المغرب، وكان المطعم الذي يوجد
بالقرب منا يبيع الخبز بقرش ونصف،
وفي اخر النهار يخفض من سعره، لهذا
كنت انتظر وقت التخفيض واشتري
بدل الرغيف رغيفين، معتبرا ذلك اكلة
واحدة كبيرة.
و في عام 6731ه، بدات الاستقلال
، وكانت العملة
ً
بنفسي وفتحت دكانا
السائدة وقتها هي الريال، وكانت
قيمته تعادل 22 قرشا، وفي ذلك الزمان
من يمتلك الف ريال يعتبر اكبر تاجر.
وكانت العملة بالريال الفرنسي، ثم
صارت بالروبية، ثم صارت بالريال
السعودي الكبير، ثم جاء الريال العربي
السعودي الصغير مثل ربع الريال
ونصف الريال والريال.
وكيفسارت بك الدنيا بعد
ذلك؟
بعت الدكان وحصلت على 0051 ريال،
وعدت للبكيرية لاتزوج زواجي الاول،
ولم يتبق معي سوى ريالات قليلة بعد
تجهيز الزواج والمهر قبل ان اعاود
العمل مرة اخرى في مجال الصرافة في
حج عام 0591هـ.
ومتى بدأ الحظ يبتسم؟
بدا الحظ يبتسم لي، مع بدايتي
التجارية الكبيرة، كنت استاجر منزلا
ولدي زوجتان واولاد. وكان يعمل
بجانبي ويسكن معي ايضا احد ابناء عمي وهو علي
الراجحي، وكانت مصاريف المنزل في الشهر نحو عشرة
ريالات، وفي عام 4691 اشتريت ارضا في جنوب جدة وبنيت
فيها الدار التي انتقلت للسكن فيها عام 0791ه وبقيت فيها
فترة حتى عدت بعد سنوات الى الرياض، وبعدها فتح الله
علينا وحققنا مكاسب مالية حتى وصلنا الى ما نحن فيه، ولله
الحمد والمنة.
بعد هذا التاريخ من المعاناة وشظفها ، ومن
ثم الصعود والثروة ، وصولا الى توزيع الثروة و
اطلاق الوقف ، ما الذي تغير عليك؟
انا لا ازال اعمل حتى الان.صحيح أني لا أعمل بنفس الطريقة
السابقة بحيث كنت أعمل لصالحي شخصيا وأحقق مكاسب
لي كفرد ، اما اليوم تغير الوضع فأنا أعمل لصالح الوقف
ووقتي للوقف وما ابذله من جهد للوقف.
مضت خمسسنوات على الوقف الذي تحديت
ابناءك بانك ستنميه وتتفوق عليهم به، ما
الذي حققته لهذا الوقف؟
ً
ضخما
ً
بحمد الله تنامى الوقف بشكل كبير وأصبح مبلغا
، وفي الحقيقة كان ذلك نتاج عمل مستمر وعدم توقف
عن الاستثمار ، ولم يكن ذلك بجهدي الشخصي فقط ، انما
بجهود ابنائي وفريق العمل ايضا ، ولذلك أنا أشعر بالسعادة
بهذا النجاح ، وكأنني أبدأ من جديد .
MAY ISSUE
2017
.موضوع.
الغلاف
أنا إنسان
سعيد
منذ خمس
سنوات التاريخ
الذي وزعت فيه
المال لا يوجد
أسعد مني و
لم اندم للحظة
واحدة على
توزيع ثروتي
ووقفها.
في الوقت
الحالي اعمل
لصالح الوقف
وانميه واطوره
وسأنمي
الوقف
وأنافس أبنائى
في تطويره
(مبتسما ).
من داخل مكتبه الخاص
ARRAJOL MAY COVER STORY.indd 32
5/7/17 9:34 PM
1 PM
1...,35,36,37,38,39,40,41,42,43,44 24,25,26,27,28,29,30,31,32,33,...148
Powered by FlippingBook