لدولته ان يلتزم هو واسرته
ً
للدبلوماسي كونه ممثلا
ّ
بد
فة وان يتمسك على الدوام بتقاليد بلده،
ّ
بسلوكات مشر
مهما كانت تقاليد البلد الذي يوجد فيه.
الرضى والقناعة
توليت الجامعة العربية في مرحلة ليست
ككل مراحل تاريخها الطويل، هل تشعر
ئ الحظ؟
ّ
بأنك سي
اسمح لي ان اتحفظ على الجزء الثاني من سؤالك، فالعمل
العام ليس فيه حسن حظ او غيره؛ العمل العام مسؤولية
كبرى يتحملها الانسان برضى وقناعة. ومن خلال عمله
وبالصبر والحكمة يمكن تجاوز الكثير من الصعاب. فعلى
سبيل المثال، توليت منصب مندوب مصر الدائم في الامم
هناك واقعة حدثت لي في باريس
عام 5491 وأنا ادرس الدكتوراه.
كانت الجامعة العربية قد انشئت،
وكان امينها العام المرحوم عبد
في الحي
ً
الرحمن عزام. كنت سائرا
ً
اللاتيني، حيث صادفت بائعا جائلا
يبيع الموز وتبدو عليه ملامح عرب
شمال إفريقيا. كان متجهم الوجه؛
وعندما طلبت منه بالفرنسية ان
يبيعني موزتين، بادرني بسؤالي عن
جنسيتي، وعندما ذكرت له انني
ً
با
ّ
مصري، ابتسم ابتسامة عريضة مرح
بي، ثم اخرج حافظة نقوده ليفاجئني
بأن أخرج منها قصاصة صحف فيها
صورة عبد الرحمن عزام، قائلا لي.."ان
هذا هو امين الجامعة العربية التي
على ان لا يتقاضى
ً
ا
ّ
نعتز بها"، مصر
لما اشتريته.
ً
مقابلا
تخيل انت، ان يفاجأ طالب مصري يسير
في شوارع باريس، ببائع جزائري يحتفظ
في جيبه بصورة امين الجامعة العربية.
هذه الحادثة لا انساها، وبالفعل
ذكرتها مرة في اجتماع لوزراء الخارجية
لهم عمق الانتماء
ً
العرب، موضحا
العربي الكامن في النفوس.
«فكهاني» باريس
24
MAY ISSUE
2017
.كنوز.
الرجل
ARRAJOL MAY KONOUZ.indd 24
5/2/17 6:24 PM
4 PM
