Arrajol Magazine - page 122

هذا المتحف الذي يروي قصة عشق
الأسلاف لتلك المهنة وحجم ما بذلوه
فيها من جهد، والصور الفوتوغرافية
القديمة هي لأجداد الفردان، وهم
ممن عملوا في مجال بيع اللؤلؤ،
ويفاخر مصطفى بأن جده إبراهيم
الفردان الملقب «بطبيب اللؤلؤ» هو
ممن ذاع صيتهم في مهنة صيد اللؤلؤ
وتجارته، وهو من قام بتصميم عقد
شهير لسيدة الغناء العربي أم كلثوم
بناء على طلب إحدى الشخصيات
الخليجية الكبيرة.
ويتحدث مصطفى عن مناطق الغوص
واللؤلؤ الوفير التي كانت محصورة بين
دبي وأبوظبي وكان يقصدها كل سكان
الخليج العربي بهدف صيد اللؤلؤ..
ويشرح مصطفى دور كل قطعة من
القطع التي كان يستخدمها الغواص
أو ما كان يعرف باسم الغيص فهذا
مثلا (الديين) وهو شبكة مصنوعة
من خيوط متشابكة، يعلقها الغواص
في رقبته، ويضع المحار بداخله، وقد
يحتوي هذا الشبك على أكثر من
أربعين صدفة وقبل أن يغطس الغيص
كان يعلق في إصبع قدمه حجرا يعرف
بـ«الزبيل»، عادة ما يصنع من الرصاص
الثقيل، ويبلغ وزنه 01 كيلوغرامات
ليزيد من وزنه ويدفعه باتجاه الأسفل
بسرعة، ليستفيد من مدة الغوص
التي لا تتجاوز عادة الدقيقتين لكن
من جملة ما جمعه مصطفى الفردان
روايات تناقلها الناس تتحدث عن أن
احدهم في ذلك الزمان كان بإمكانه أن
يغوص في الماء من 4 إلى 5.4 دقيقة،
وهو الأمر الذي كان يتنافس عليه
الغواصون ويغيظ الربان (النوخذة)
لأنه ينهك الغواصين ويقلل إنتاجهم.
في ركن آخر يلف مصطفى مجموعة
من الحبال.. إنها (اليدا)، وهو الحبل
الذي يستخدمه الغواص للرجوع إلى السفينة ليرتاح قليلا
ويأخذ نفسا، إذ يحرك الغواص هذا الحبل بقوة فيقوم
رجل آخر يقف على ظهر السفينة (السيب) بسحبه بسرعة
ويتسلم منه الشبكة المملوءة بالمحار (الديين) ليفرغه ثم
يعود الغواص إلى عمق البحر مرة أخرى.. وليحافظ الغواص
على أنفه مغلقا كي لا يدخله الماء كان يستخدم ملقطا
(الفطام) يصنع عادة ـ وفقا للفردان ـ من أظلاف الغنم، وكان
عادة سريع العطب بسبب كثرة عمليات الغوص للغواص
الواحد والتي كانت تصل في بعض الأحيان إلى خمسين
مرة يوميا. معدات أخرى كثيرة يزخر بها هذا المتحف
120
MAY ISSUE
2017
.شغف.
ARRAJOL MAY SHAGHAF.indd 120
5/2/17 6:37 PM
7 PM
1...,123,124,125,126,127,128,129,130,131,132 112,113,114,115,116,117,118,119,120,121,...148
Powered by FlippingBook