تجول في طائرتك الخاصة مرفوع الراس "لاتيتيود" تغير المعايير بـ 15مليون دولار
لندن: عادل مراد
نجحت اول رحلة طيران تجريبية لطائرة الاعمال سايتيشن "لاتيتيود" التي سوف تحصل على تراخيص الطيران التجاري وتدخل الاسواق في عام 2015. وتقع الطائرة في القطاع المتوسط وتحمل تسعة ركاب وتطير بسرعة 440 كيلومتر في الساعة على ارتفاع 45 الف قدم وتصل الى مدى 2500 ميل جوي. ويمكن للطائرة الجديد قطع المسافة من دبي الى القاهرة مباشرة. وتصل قيمة الطائرة الواحدة الى 14.9 مليون دولار، ولكنها بعد التجهيزات سوف تتخطى قيمتها حد 15 مليون دولار.
وكانت شركة سيسنا قد اعلنت عن "لاتيتيود" في المؤتمر والمعرض السنوي لطائرات الاعمال الذي عقد في عام 2011. وقالت الشركة حينذاك ان "لاتيتيود" سوف تكون اكبر من الطائرة "إكس إل إس بلس" وارخص من الطائرة سوفرن. وتستخدم "لاتيتيود" محركي من نوع "برات اند ويتني" من نوع توربوفان.
الجديد في هذه الطائرة انها تنافس طائرات جديدة في القطاع نفسه من شركة امبرير البرازيلية مثل "ليغاسي 450" و"ليغاسي 500"، وهي توفر مساحة داخلية واسعة في هذا القطاع تسمح بمرور الركاب فيها من دون انحناء الرأس، كما توفر ارضية مسطحة بطول الطائرة. وتعتمد سيسنا على تصميم جديد للاجنحة يميل الى الارتفاع في اقصى الزوايا لتخفيف مقاومة الهواء والمساهمة في رفع الطائرة.
وكانت طائرات ليغاسي قد دخلت الاسواق في عام 2013، اي قبل عامين كاملين من دخول الطائرة "لاتيتيود" ولكنها مع ذلك اغلى بحوالي مليون دولار عن الطائرة الاميركية. كما ان "لاتيتيود" تزيد في ارتفاع المقصورة بنصف بوصة عن طائرات "ليغاسي".
ويقول براد تريس، نائب رئيس شركة سيسنا ورئيس قطاع طائرات الاعمال فيها، ان العامل الاساسي الذي ظهر من ابحاث السوق هو ان زبائن الشركة طلبوا مساحة اضافية في ارتفاع مقصورة الركاب، ولذلك تقدم لهم الشركة طائرة يصل ارتفاع المقصورة الداخلية فيها الى ستة اقدام بالكامل وبأرضية مسطحة. وهو يصف الطائرة الجديدة بأنها تفرض معايير جديدة في قطاع طائرات الاعمال المتوسط.
ويبدو ان شركة سيسنا مصممة على خوض المنافسة الضارية مع الشركة البرازيلية المنافسة التي سبق وسلبتها الكثير من الانفراد في قطاع الطائرات صغيرة الحجم بانتاج طائرات عالية الكفاءة مثل "فينوم 100". وعلى رغم توجهات السوق الي قطاع الطائرات الخاصة كبيرة الحجم وطويلة المدى على اعتبار انه القطاع الاكثر نشاطا في السوق، الا ان سيسنا قررت الاسراع بانتاج "لاتيتيود" حتى لا تفقد جدوى المنافسة في القطاع المتوسط ايضا. وتعتقد الشركة ان هذا القطاع في طريقه الى النمو في المرحلة المقبلة.
ولا تضع سيسنا في حسبانها المنافسة الانية المتمثلة في طائرات مثل ليرجيت 60 من بومباردييه او هوكر 900 أكس بي من شركة هوكر بيتشكرافت، ولكنها تريد اجهاض المنافسة البرازيلة القوية من امبرير التي تواجهها ايضا في قطاع المدخل.
وفيما تركز الشركة البرازيلية على التقنية خصوصا فيما يتعلق بنظام التحكم الالكتروني في ادوات القيادة (فلاي باي واير) الذي يطبق للمرة الاولى في القطاع المتوسط، فإن تركيز سيسنا كان على رفاهية الركاب في المقصورة، والذي تعتقد انه العامل الحاسم لانه يؤثر مباشرة على الركاب الذين هم في نهاية المطاف مالكي الطائرة.
وتستخدم طائرات الاعمال في العادة ارضية منخفضة في منتصف الطائرة بين المقاعد من اجل زيادة ارتفاع المقصورة. ويصل طول المقصورة في "لاتيتيود" الى 16 قدما (8.38 متر)، كما يصل العرض الى 77 بوصة (1.95 متر). وتتيح طائرة "لاتيتيود" المصنوعة من الالومنيوم، نوافذ واسعة مع سلم خارجي يتم تحريكه كهربائيا. كما تتضمن المقصورة مساحات لحفظ الامتعة اماما وخلفا، وهي مواقع يمكن الوصول اليها اثناء الطيران، بخلاف مخازن خارجية اخرى للامتعة.
وفي قمرة القيادة تعتمد "لاتيتيود" على نظام الملاحة الحديث من نوع "غارمن جي 5000" المكون من شاشات فائقة الوضوح تعمل باللمس. وهي تحتاج الى طيار ومساعد من اجل الملاحة الجوية. وتوفر الشركة دورات تدريبية للطيارين من اجل العمل على هذه الطائرة.
وتحتاج "لاتيتيود" الى مطارات بممرات يصل طولها الى 1228 مترا على الاقل. وهي تستطيع الطيران المباشر من لوس انجليس الى واشنطن بلا حاجة الى اعادة التموين بالوقود.
وتتميز "لاتيتيود" بتصميم الجناحين الجديد الذي يشبه الى حد كبير جناحي طائرة بوينغ الجديدة 787. وبدلا من جنيحين يرتفعان لاعلى بزوايا قائمة، يرتفع كل جناح الى اعلى بزاوية منفرجة.
وتمتد اللمسات الحديثة الى مقصورة الطائرة المزودة بأحدث تقنيات الاتصال والترفيه والتحكم عبر شاشات اجهزة تشبة الايباد. وتعتقد الشركة انه على الرغم من الظروف الصعبة في السوق الا ان المقياس الاخير في اختيار المشتري هو درجة الفخامة المتوفرة في مقصورات الطائرات الخاصة. وهي توفر ذلك عبر المساحة الكبيرة المتوفرة للمسافر والتقنيات المتاحة له.
تطيرمن دبي الى القاهرة ضد الرياح بلا توقف
في لقاء خص به "الرجل"، قال براد تريس، نائب رئيس شركة سيسنا والمسؤول عن قطاع طائرات الاعمال فيها ان منطقة الشرق الاوسط مهمة لشركة سيسنا، وتوقع ان تلقى الطائرة الجديدة اعجاب الزبائن فيها من حيث السعة والفخامة. كما اضاف ان الطائرة تقع بين منظومة الطائرتين سايتيشن "إكس إل إس بلس" والطائرة سايتيشن سوفرن، وانها طائرة "تغير قواعد اللعبة" ويمكنها ان تطير بعكس اتجاه الرياح من دبي الى القاهرة مباشرة.
وفيما يلي اهم ما جاء في اللقاء:
فيما يتعلق بأهمية الطائرة لاتيتيود في قطاع الطائرات المتوسطة الخاصة قال تريس:
- تقع لاتيتيود بين منظومة طائرتي سايتيشن "إكس إل إس بلس" سايتيشن سوفرن في خط الانتاج. وتعد لاتيتيود طائرة "تغير قواعد اللعبة" في القطاع المتوسط وتوفر الحمولة والسرعة والمدى الذي تتطلبه منطقة الشرق الاوسط، بفخامة غير معهودة في المقصورة.
وفي استجابة لمطالب عملاء المنطقة صممت الشركة لاتيتيود بمقصورة واسعة ارتفاعها ستة اقدام (1.8 متر) بأرضية مسطحة. وتصل الطائرة الى مدى 2500 ميل جوي (4630 كيلومتر) بسرعة قصوى تصل الى 440 عقدة وبحمولة تتراوح بين سبعة وتسعة ركاب. ومن المتوقع ان تكون مستويات الضوضاء في المقصورة اقل من المنافسة في هذا القطاع كما لن يقل الضغط الجوي في المقصورة عن مستوى ستة الاف قدم، مما يجعل السفر الجوي بها مريحا. وتنتقل الى هذا القطاع خواص الطيار الالي المتقدم عبر نظام الملاحة الالكتروني الحديث "غارمن جي 5000" مما يقلل من الجهد المطلوب من طاقم القيادة.
- ما هي اهمية اسواق الشرق الاوسط لكم، كأسواق محتملة لهذه الطائرة؟
- ان منطقة الشرق الاوسط منطقة مهمة للطائرة لاتيتيود ونتوقع للطائرة ان تلقى اهتماما شديدا في المنطقة. وسوف يعجب المهتمون بهذه الطائرة بالمقصورة الفسيحة على وجه الخصوص، حيث يهمهم السفر الجوي في مناخ مريح وعالي الكفاءة. وتستطيع لاتيتيود ان تطير مباشرة من دبي الى القاهرة وضد الرياح بلا توقف، مع استمرارها في توفير المناخ الفخم الذي يتوقعه ركابها.
- ما الذي تقدمه طائرات سيسنا الى المشتري ولا يستطيع غيرها من الشركات تقديمه؟
- لقد ظلت سيسنا دوما رائدة في هذا القطاع وتقدم عوامل جاذبية متعددة للمشتري في هذا القطاع وللطيارين ايضا. وتنمو الشركة مع العميل وتلبي متطلباته المتزايدة على مر السنين، من توفير التدريب على الطيران على طائرات سيسنا سكايهوك 172 (التي تعد طائرة التدريب المفضلة في العالم) وحتى اسرع طائرات مدنية في العالم – سايتيشن إكس. وتوفر طائرات الاعمال لدينا قيمة هائلة مع سجل اعتمادية مطلق، مع الاحتفاظ بقيمتها لفترات طويلة.