"الرجل" تختار أجمل 10 ساحات في العالم

إعداد: مايا مشلب

إذا كنتم من محبي التجول في الساحات او الجلوس في مقهى وارتشاف فنجان قهوة فيما تتأملون الناس يمشون بإيقاعات مختلفة أمامكم أوإن كنتم تحبون إطلاق نظركم في مدى مفتوح إنما مؤطر بأبنية تتمتع بإرث عريق وبهندسات معمارية متميزة، أو حتى إن كنتم تخططون للاحتفال بليلة رأس السنة في مكان عام ومفتوح، فمجلة "الرجل" قد اختارت لكم 10 منأجمل الساحات حول العالم. هذه الساحات الفسيحة باتت اليوم ملتقى للسياح من كل العالم، لكنها في الامس كانت الفسحات التي تشهد على معارك وغزوات او تظاهرات أو تعيين ملوك او ولادة أمراء. لكل منها تاريخ وناس وثقافات وألوان وزخرفات موقعة بأيدي مئات الفنانين المعروفين والمغمورين. هذه الساحات لا تزال راسخة الى يومنا هذا تحتفي بالعراقة والارث والاهم انها مفتوحة ترحب بالجميع وفي كل الاوقات.

1- ساحة مايور:

تزخر اسبانيا بالهندسة المعمارية اللافتة. كيف لا وهي من خرجت اهم المهندسن حول العالم. ليست ساحة مايور الكائنة في العاصمة مدريد الا واحدة من الامثلة الراسخة. هذه الساحة التي يتوسطها تمثال للملك فيليب الثالث الذي افتتحها، استضافت العديد من المعارض والاحتفالات وصراعات الثيران والامسيات الموسيقية، ولطالما شكلت محطة اساسية في مدريد اذ انها تستقطب ملايين الزوار سنويا. لكن تاريخها شهد الكثير من الصفحات السوداء التي كادت تقضي عليها وتمحيها من الذاكرة. الحريق التاريخي الاول اندلع بين السادس والسابع من تموز في العام 1631 واستمر ثلاثة ايام، وقضى على اكث من عشرين منزلا مما كان يشكل رقما كبيرا في تلك الحقبة كما قتل 13 شخصا. بعد اخماد الحريق كانت ابنية الساحة قد تحولت رمادا! حريقين آخرين نشبا في فترات تلاحقة لكن أهل المدينة أصروا على إعادة إعمارها لتبقى علامة راسخة في تاريخ البلاد. عندما تزورون هذه الساحة لا تنسوا تذوق أشهى أطباق التاباس.

2- الساحة الحمراء:

تتوسط قلب موسكو، إذ ان غالبية شوارع العاصة الروسية تتفرع منها وهي محاطة بأبنية تخطف الأنفاس ابرزها كاتدرائية القديس باسيل والكريملين (وهو المقر الرسمي لرئيس روسيا حاليا) وضريح مؤسس الاتحاد السوفييتي فلاديمير إيليتش لينين. لم يستمدهذا الميدان اسمه من الابنية الحمراء التي تؤطره ولا من الشيوعية التي لطالما اقترنت باللون الاحمر، بل من كلمة "كراسنايا" التي تعني بالروسية "جميل" أو "أحمر" في الوقت نفسه. تستقطب هذه الساحة آلاف الزوار سنويا ويكاد يكون من المستحيل رؤيتها خالية من الناس والسياح رغم درجات الحرارة المتدنية. تعتبر من أكبرساحات روسيا واجملها على الاطلاق.بعدما شكلت مقرا رئيسيا للاتحاد السوفييتي واستضافت عروضا عسكرية، تحولت اليوم مركزا لاستضافة احداث مرموقة واحتفالات موسيقية على مستوى فنانين عالميين أبرزهم عضو فريق البيتلز بول مكارتني الذي شكلت اطلالته لحظة تاريخية بعدما حظرالاتحاد السوفييتيدخول فريق البيتلز وكل ما يمت له بصلة.

3- ساحة سان ماركو:

تشكل الساحة الرئيسية الاكبر في مدينة البندقية كما تعرف أيضا بـ"الساحة". اللافت انها تتمتع بالمستوى الاكثر انخفاضا في المدينة.كما صنّفتمن بينأكبرالساحاتفيالعالم. وتحيطبها"بازاليكاالقديسمرقس" التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الساحة بفضل واجهتها الضخمةوالرخام والاقواس الكبيرة والمنحوتات. تشتمل الساحة على مجموعة كبيرة من أقدم المقاهي في أوروبا، منها مقهى "كافيهفلوريان".تأسست في القرن التاسع وكانت مسيجة آنذاك بمجموعة من الاشجار، على ان تكون ساحة صغيرة، الا انها اخذت تكبر وتكتسب مكانة اكثر تميزا بفضل الابنية التي التصقت بها. فإلى جانب الكاتدرائية، شيد قصر "ذا دوج" وهو كان مقرا لدوق البندقية الذي كان يعين لمدى الحياة. هؤلاء حكموا المدينة لنحو ألف عام. يفصل الساحة عن القصر قناة صغيرة "ريو باتاريو". يحرس المدخل المركزي للساحة أربعة خيول، تشكل رمز المدينة وعنفوانها.

4- بيازا ديل كامبو:

أي ساحةديل كامبو في مدينة سيينا الايطالية. تعتبر واحدة من ساحات اوروبا التي تنتمي الى القرون الوسطى. تشتهر عالميا بجمالها ورونقها وتناغم هندستها المعمارية. تعتبر من الساحات التي تخطف الانفاس، إذ ان جمالها لا يشوبه أي خطأ أو مبنى دخيل، تحاكي بشكلها المحار، وكأنها بذلك تحتضن ناسها وتريد لهم ان يجتمعوا في ربوعها. لا تزال هذه الساحة تنبض بالحياة وكانها تأبى أن تشيخ، فهي تستضيف أحد أبرز الاحداث الفلكلورية والشعبية المتمثل بسباق الاحصنة واسمه "باليو دي". انطلق هذا السباق للمرة الاولى في العام 1238 ويقام حاليا مرتين سنويا (في 2 يوليو/تموز و16 أغسطس/آب)، ويتعين على الخيالة ان يجتازوا الساحة ثلاث مرات، وسط هتاف الناس وتصفيقهم وحتى دموعهم. أما الفائز ويكون عادة منتدبا من احد أحياء المدينة، فيكرّم وتقام له الولائم. كما ان أهل المدينة يرتدون أزياءهم التقليدية التي تعج بالالوان.

5- ساحة المدينة القديمة:

في عاصمة جمهوريةالتشيك،براغ. لعلها من أشهر الساحات في اوروبا الشرقية. تاريخيا، شكلت هذه الساحة سوقا كبيرة للتجار من مناطق مختلفة وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يتوسط طرقا تجارية مهمة. اما اليوم فباتت تشكل واحدة من الساحات الاكثر استقطاباً للسياح، بفضل هندستها المعمارية وذاك الجو الذي يخيّم عليها، ويمتزج بشيء من الحميمية والغموض في آن واحد. تبدو المنازل والبيوت المجاورة بمثابة جواهر ترصع الساحة وتزيدها جمالا فوق جمال. لا بل ان الساحة تبدو أشبه بواحة يتوافد الى السياح من كل الشوارع والازقة المتفرعة منها. على اي حال جمالها نابع من ترحيبها بثقافات مختلفة ومدارس معمارية متعدد من الغوتيك الى الباروك وسواها. تتوسطها الساعة الفلكية المشهورة التي يتحلق حولها الناس باعداد كبيرة من اجل مشاهدة ذاك العرض المسرحي الصغير لدمى متحركة تطل فوق عقارب الساعة كل ساعة.

6- ساحة رينيك غلوفني:

في كراكوف، بولندا. فازت في تصويت أقيم في العام 2005 لكونها اجمل ساحة في العالم. يمكن ان يصل اليها المشاة من 13 نقطة مختلفة، علما انها خالية من السيارات. تعتبر أكبر ساحة في اوروبا تنتمي الى القرون الوسطى، يقصدها الزوار والسياح بكثرةللاطلاع على ىخما يحمله سوقها المفتوح. يعود تاريخها الى القرن 13. تحيط بها أبنية ومنازل تاريخية وقصور وكنائس. اما مركز الساحة فيشغله صرح كبير يعرف بـ"Cloth Hall" او "قاعة القماش" الذي اعيد تشييده بعدما التهمتهالنيران في العام 1555،وفق طراز عصرالنهضة على يديجيوفانيايلموسكامنبادوفا.

7- الساحة الكبرى:

في بلجيكا او "غراند بلاس". لعل بروكسيل ليست العاصمة الاوروبية الاجمل، لكن ساحتها الفسيحة المزيّنة بتلك المحال التي تقدم انواعاً مختلفة من الشوكولا وفق طرق فنية مبتكرة، تجعلها واحدة من الساحات "الاشهى". يحضر في هذه الساحة مبنى البلدية الضخم. كما تشتهر الساحة بحدث متميز إذ يقام فيها كل عامين، مهرجان "سجادة الازهار" الذي يستمر بضعة أيام. تغطي الازهار جزءا كبيرا من مساحتها التي يطغى عليها اللونين الرمادي والذهبي، فتأتي اليها بتدرجات طبيعي نابضة.

8- تايمز سكوير:

في نيويورك.تعتبر من الساحات الاكثر صخبا على الاطلاق، فهي لا تشتهر بأبنيتها التاريخية او تماثيلها المزخرفة بل بشاشاتها وشاراتها المضيئة واناراتها المتطورة. وهي لذلك تجتذب السياح. فالانوار واللافتات واسماء المحال التجارية يمكن رؤيتها في كل الاوقات، إنما مساء تصبح أكثر تميزاً. تايمز سكوير من الساحات التي لا تعرف النوم، فضلا عن انها تعتبر من الساحات الاشهر للاحتفال برأس السنة.

9- ساحة ترافالغار:

لطالما شكلت ملتقى للتظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات وما زالت كذلك الى الآن. ولطالما شكلت محطة أساسية في العاصمة البريطانية،لندن، للاحتفال بليلة رأس السنة. إنها ساحة ترافالغار او الطرف الاغر، بحسب الترجمة العربية. يقع موقع رأس الطرف الاغر في اسبانيا وقد شهد معركة بين الانكليز من الجهة والفرنسيين والاسبان من جهة أخرى، ادت الى انتصار ساحق للاسطول الانكليزي في العام 1805. لذلك سميت الساحة بهذا الاسم، علماً انه يتوسطها تمثال ضخم لقائدالمعركةآنذاك الأدميرال اللورد نيلسون،محاطاً بأربعة أسود برونزية ومجموعة من النوافير والتماثيل المتباعدة.

10- ساحة ستانيسلاس:

تقع في مدينة نانسي الفرنسية، كما انها مدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.كثيرون لم يسمعوا بهذه المدينة رغم انها ليست بعيدة من العاصمة باريس، إذ لا تفصلها عنها اكثر من 90 دقيقة بالقطار. على أي حال، تعتبر هذه الساحة من اجمل الساحات الملكية في اوروبا ويعود تاريخ تشييدها الى القرن الثامن عشر، كما تشكل خير نموذج على الذوق الرفيع للهندسة المعمارية الفرنسية. يقف في ساحتها ودار للاوبرا ومتحف للفنون الجميلةو"سيتي هول". تتزين الساحة أيضا بالنوافير والمداخل الحديدية. في القرن السابع عشر، انفصل الجزء القديم من المدينة عن الجزء الحديث عبر ساحة، أرادها الملك البولندي المنفي ستانيسلاس الذي اصبح دوق لورين في العام 1737، تكريما لصهره الملك لويس الخامس عشر. فتعاون الدوق مع المهنس ايمانويل هيري لتنفيذ المهمة.