فكر قبل ان تحكم
كنت أتحدّث إلى أحد القساوسة الكاثوليكي وإلى شاب مسلم ونحن نتناول طعام الغداء معاً، وأثناء ذلك أقبل علينا النادل يحمل بعض الطعام والشراب، فبادرنا أنا والقسّ إلى تناول الطعام والشراب في حين امتنع الشاب المسلم لأنه كان يصوم رمضان امتثالا لأوامر القرآن.
وعندما انتهينا من تناول طعام الغداء وبدأ الناس بالانصراف لم يملك أحد الضيوف أن يمنع نفسه من التعلق على الموقف بالقول: "أنت ترى روعة هؤلاء المسلمين، وسأكون مسرورا جدا لرؤية الكاثوليك يتصرّفون بنفس الأسلوب".
فأجاب القسيس: "إننا كذلك، والشاب المسلم يعبد الله كما أفعل أنا، وإننا فقط نقوم بذلك بطريقة مختلفة وفق أوامر مختلفة".
وخلاصة ما سبق: "من المعيب أن ينظر الناس إلى الاختلافات التي تفرق بينهم فقط، فإذا أردت أن تنظر نظرة حب فإنك سترى القواسم المشتركة بدلاً من ذلك، وعندها ستحلّ نصف مشاكل العالم".
والد زوجتي، كريستيانو أويتيسيكا:
استدعى والد زوجتي عائلته قبل وفاته بفترة قصيرة وقال لهم:
"أعلم أن الموت مجرّد رحلة وأريد أن أمضي في هذه الرحلة بدون أحزان، وكي لا تقلقو عليّ سأرسل لكم إشارة تدلّ على أنّ مساعدة الآخرين في الحياة هي مسألة تستحقّ الاهتمام. ثم سأل أن يتم حرق جثته وأن ينثر الرماد على على (آربودور)، في حين يتم تشغيل شريط يحتوي على موسيقاه المفضّلة.
توفّي هذا الرجل بعد يومين، وقام أحد أصدقائه بحرق جثته في مدينة ساو باولو، وعند العودة إلى مدينة ريو دي جانيرو توجّهنا مباشرة إلى الشاطئ مصطحبين معنا مسجلة للصوت مع شريط الموسيقى المفضل للمتوفى وبقايا رماد جثته، وعند وصولنا إلى البحر كان غطاء العلبة التي تحتوي على العلبة مربوطا بإحكام، وذهبت كل محاولاتنا لفتحها سدى.
وقد خلت منطقة الشاطئ آنذاك من الناس، ولم يتواجد فيه سوى متسوّل اقترب منّا وسألنا إذا ما كنّا نواجه أية مشكلة.
فأجابه شقيق زوجتي: "نحتاج إلى مفك براغي لفتح العلبة التي تحتوي على رماد أبي".
فأجاب المتسوّل: "لا بدّ وأنّ أباك شخص جيد للغاية، فلقد عثرت للتوّ على مفتاح البراغي هذا"، وأشار إلى مفتاح براغي يحمله بيده.