كل ما تريد معرفته عن الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية

ملف العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة من أكثر الملفات إثارة للجدل فيما يخص تعامل الدين معها، والضوابط التي وضعها له، لأنه ملف شديد الحساسية يجمع في طياته العديد من الأمور الخلافية سواء فيما يتعلق بالمنظور الديني أو منظور العادات والتقاليد، وكذلك من حيث رؤية كل طرف لفحوى منع الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية، وديننا الإسلامي فتح المجال أمام رؤية مختلفة لهذا الملف تضمن للطرفين أعلى قدر من الكرامة في أثناء أداء العلاقة، وألا يتعرض أحدهما لأي نوع من المهانة خلال ممارسة ما يفترض أن يكون سلوكًا محببًا، وله إطار يتحكم فيه.
فكما أعلى الإسلام من قيمة العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة وجعلها من أسس الحياة الزوجية الكريمة، ووضع لها ضوابط لتقنينها، كانت هناك حاجة لذكر الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية كي لا تخرج من سياقها وتكون مدعاة لإهانة الطرف الآخر.
ولأن الإسلام يعلي قيمة المرأة ويضعها في المكانة اللائقة بها، فإنه فرض على الرجل ألا يقوم بتلك الأفعال، كي تحافظ المرأة على احترامها لنفسها وللطرف الآخر أيضًا.
فكثير من الرجال يظنون أن العلاقة الزوجية حكر عليه فقط، سواء فيما يتعلق بأغراضه الجنسية التي يريدها من تلك العلاقة، أو فيما يتعلق بالتحكمات، والواقع أنها علاقة من طرفين، وهذا ما يجعلها أفضل وأكثر إشباعًا للجانب الشعوري لكل طرف.
أيضًا تلعب العادات والتقاليد في بعض المجتمعات دورًا في إذكاء هذا الطابع المسيء للمرأة، إذ يكون ملف الزواج هو الأكثر طلبًا من المرأة طيلة عمرها، وبذلك تتكرس مفاهيم مثل طاعة الزوج وعدم رفض أوامره أحيانًا بشكل يسيء للمرأة ويجعلها عرضة لإهانات قد لا تتخطاها طيلة عمرها.
ولذلك فقد جعل ديننا الإسلامي بعض الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية مدعاة لعقاب الله وتحتاج إلى درجات من التوبة يكون غليظًا للغاية، وهذا هو موضوع السطور التالية.
ما هي الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية؟
المحرمات بين الرجل والمرأة في أثناء العلاقة الزوجية تستوجب أن يعرف الطرفان ما لهما وما عليهما وكيف يمكن تكفير بعض الذنوب ذات العلاقة بهذا الموضوع.
اقرأ أيضًا: كيف يلعب العامل النفسي دورا في العلاقة الزوجية؟ وما هي طرق علاجه؟
أبرزها بين الرجل والمرأة هو جماع الدبر، وهو أمر مستهجن في كل الأعراف بخلاف أن الدين الإسلامي يعده من الكبائر.
قال الله تعالى في كتابه العزيز: "فأتوهن من حيث أمركم الله".. والمكان الذي أمر الله فيه الرجال بإتيان النساء هو الفرج، ولكن إتيانها من الدبر (فتحة الشرج) ذنب عظيم.
ويسيء البعض فهم الآية الكريمة "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم" معتقدين أن القرآن شرع إتيان المرأة من أي موضع وهذا أمر لا صحة له على الإطلاق.
ومن عجائب تفسير القرآن الكريم دقة مصطلحاته، فهذا مصطلح "حرث لكم.." يوحي بمكان خروج النبات بما يعني لدى الإنسان مكان خروج الجنين وهو الفرج، ولذلك فإن الآية التي يستدل بها بعض الأشخاص حول عدم تحريم الإسلام لجماع الدبر هي في محلها إثبات للتحريم بشكل واضح، ولذلك علينا أن نلتفت لتفسير الآيات القرآنية ونستقيها من المتخصصين قبل أن نقول أشياء لا يبلغها علمنا بشكل كامل.
اقرأ أيضًا: عزيزي الرجل: احذر 7 عادات يومية تسبب الضعف في العلاقة الزوجية
الأشياء المحرمة في العلاقة الزوجية
ليس جماع الدبر هو النموذج الوحيد من الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية، فهناك أشياء مثل الجماع ساعة الصيام بما يكون إخلالاً كبيرًا بقواعد الشرع الحنيف ويستوجب كفارة قاسية للغاية وهي صيام ستين يومًا متتابعًا بلا انقطاع، فإذا أفطر الزوج أو الزوجة يومًا من بين الستين يومًا، استوجب عليه أن يعيد الكفارة من أولها وهذا يشير إلى مدى حرمانية الجماع في نهار رمضان.
بالنسبة لجماع الدبر أيضًا فالحكم الشرعي فيه أكثر قسوة، إذ إن الرجل والمرأة اللذين يقدمان على هذا الفعل يكونان ملعونين، ولا كفارة لهذا السلوك.
الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية ينصح أولئك الذين يقدمون على هذا الفعل بالتوبة الصادقة النهائية والندم الشديد على هذا الذنب والإصرار والنية الصادقة على عدم الإقدام على هذا الفعل مجددًا.
اقرأ أيضًا: عزيزي الرجل: ما هي الأسباب الحقيقية لضعف الرغبة في العلاقة الزوجية؟
إتيان المرأة من الدبر لن يكون محرمًا إلى هذه الدرجة في الإسلام إلا لأن الدين يعلي من شأن المرأة، وكذلك الرجل في العلاقة الزوجية، فهذا مكان نجس منه تخرج الفضلات ولا يليق أبدًا بأن يكون من الأماكن التي تقضى بها شهوة المرء ولا يشرعن أبدًا في إطار علاقة زوجية أعلى الإسلام من شأنها بشكل كبير.
الجماع في أثناء فترة الدورة الشهرية للمرأة أيضًا من أهم الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية، إذ يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: "فاعتزلوا النساء في المحيض..".
ويطلق على الجماع أثناء فترة الدورة الشهرية للمرأة مصطلح "الجماع الدموي" وهو يسبب الكثير من الألم للمرأة من ناحية، ويؤدي إلى أضرار جسدية بالغة عليها وأيضًا لا يحبذ الدين ممارسة العلاقة الزوجية في وقت تكون المرأة فيه في أضعف لحظاتها وأشدها ضيقًا واكتئابًا وكل هذا مما يعلي من شأن المرأة ويجعل العلاقة الزوجية مكرمة لا مهينة لها.
أيضًا فإن الجماع خلال فترة الدورة الشهرية يتسبب في أذى جسدي للرجل نتيجة اختلاط الدم بجسده وهذا قد يؤدي إلى التهابات في مناطق من جهازه التناسلي والعضو الذكري، ولذلك حرم الإسلام تمامًا الجماع خلال فترة الدورة الشهرية.
اقرأ أيضًا: علماء أمريكيون يرزعون عضوا صناعيا يوفر نفس درجة الإشباع في العلاقة الزوجية
من الأفعال المحرمة أيضًا في العلاقة الزوجية ابتلاع المني وكذلك الحديث عما يدور بينهما في العلاقة الزوجية وهذه من الموبقات الشديدة التي تستوجب استغفارًا كبيرًا وتوبة نصوحًا يعزم المرء بشكل أكيد على ألا يعود لتكرار هذا الأمر بعدها أبدًا.
حدود الاستمتاعات الجنسية المسموح بها بين الزوجين
حدود الزوج مع زوجته فيما هو خارج ما تحدثنا عنه مفتوحة تمامًا، فقط لا يقوم الطرفان بهذه الأشياء، ومن ثم تكون العلاقة الزوجية مسموحًا بها في أي إطار بخلاف تلك المحرمات.
كل ما سبق ذكره يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك كيف أن الإسلام أعلى من قيمة المرأة في العلاقة الزوجية وجعلها مكرمة تمامًا وغير مسموح بإهانتها، تجنب الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية أمر ضروري كي تصبح حلالاً.