صهيب شعشاعة من البورصة البريطانيّة إلى عالم السّيّارات والسّوشيال ميديا
اهتمّ بالسّيّارات وتقنيّاتها منذ صغره خصوصاً أنّ والده غذّى شغفه الطّفوليّ بالعديد من المجلّات المتخصّصة والّتي كان يقتنيها خصّيصاً له ولأخيه مصعب في سفريّاته للخارج بسبب عمله كأحد رجال الدّولة في الأمم المتّحدة وكمالك لشركة تستورد قطع غيار السّيّارات اليابانيّة.
ومع ذلك لم يخطّط " ضيفنا " لأن يصبح من مشاهير مواقع التّواصل الاجتماعيّ لذلك درس العلوم الماليّة والمصرفيّة ومن ثمّ توجّه إلى المملكة المتّحدة للانخراط في عالم البورصة والمال والأعمال، ولكنّ تحرّك المؤشّر هبوطاً بسبب أحداث كثيرة ما جعله يعود إلى الأردنّ وفي خياله وخططه المستقبليّة خط سير مختلف تماماً.
صهيب شعشاعة الشّاب الّذي غزا الشّبكة العنكبوتيّة وأطلق ( عرب جي تي ) أكبر شبكة عربيّة لعالم السّيّارات وتجارب الأداء والّتي وصل عدد متابعيها ما يفوق العشرة مليون مشترك ومتابع متحدّثاً عن السّيّارات بكلّ تفاصيلها وتقنيّاتها وتغيّراتها وشركاتها ومزايا كلّ سيّارة وعيوبها حتى بات اسماً لا يستهان به.
" مجلّة الرّجل " التقته في منتصف الطّريق وأجرت معه هذا الحوار ووقفت على أهمّ محطّاته.
البطاقة التّعريفيّة:
الاسم: صهيب أحمد شعشاعة
مكان الميلاد: الأردن
الدّراسة: الجامعة الأهليّة في عمّان الأردن – علوم مصرفيّة وماليّة
المهنة: مؤسّس ومالك شبكة ( عرب جي تي ).
الاهتمامات: كلّ ما يتعلّق بعالم السّيّارات ورياضة السّيّارات.
تخرّج من جامعة عمّان الأهليّة في العام 2006م، عمل مدّة عام في تخصّصه الجّامعيّ، ومن ثمّ انتقل إلى بريطانيا لمتابعة دراساته العليا وأخذ دورات متخصّصة في عالم البورصة والعمل في هذا المجال، ولكن بالتّزامن مع ذهابه في العام 2007م كانت بريطانيا تمرّ بالأزمة الماليّة وتسريح الكثير من الموظفين، وهنا تغيّرت الخطّة وتغيّر المؤشّر المهنيّ لدى صهيب شعشاعة مالك ومؤسّس شبكة ( عرب جي تي للسّيّارات ) والّتي تهدف إلى تجربة السّيّارة وليس بيعها أو شرائها .
عن هذه المرحلة تحدّث صهيب لمجلّة " الرّجل " قائلاً: انتقلت إلى بريطانيا للدّراسة وأخذ خبرة أكبر في أسواق البورصة العالميّة والأوروبيّة، ولكن للأسف في ذلك الوقت وتحديداً في عام 2007م كانت الأزمة الماليّة والاقتصاديّة ما استدعى تسريح كثير من العاملين في ذات المهنة، هنا قرّرت التّوقّف ولكن خلال السّنة الّتي أقمت فيها في بريطانيا لم يتوقّف شغفي ومتابعتي لعالم السّيّارات حيث إنّه حبّ الطّفولة الأزليّ".
متوقّفاً في ذاكرته عند أوّل سيّارة امتلكها وكانت هديّة من والده في عامه الأوّل من دخوله الجامعة مستكملاً حديثه :" أوّل سيّارة امتلكتها كانت هديّة من والدي وكانت سيّارة رياضيّة شاركت بها عدّة سباقات داخل عمّان وقد أحرزت مراكز على نطاق الأردنّ، لذلك أثناء إقامتي في المملكة المتّحدة درست عدّة دورات تدريبيّة في طريقة تعديل السّيّارات بطريقة احترافيّة وعلميّة".
وعلى ما يبدو لم يكن صهيب هو الوحيد صاحب الشّغف بالسّيّارات وتفاصيلها فقد شاركه أخوه مصعب والّذي عمل مدير قناة رياضيّة ( مختصّة بالسّيّارات ) في العاصمة السّعوديّة الرّياض إلا أنّ هذه القناة لم يكتب لها الاستمرار ما اضطرّ مصعب للعودة إلى الأردنّ والانطلاق من نقطة النّهاية.
قناة فضائيّة أردنيّة للسّيّارات فقط:
بالتّزامن مع تغيّر وجهة صهيب في البورصة البريطانيّة، وتوقّف القناة الرّياضيّة في السّعوديّة وعودة مصعب الأخ الشّقيق كان القرار بإنشاء قناة فضائيّة تهتمّ بالسّيّارات تبثّ من الأردنّ، وبالفعل الأخوان صهيب ومصعب جمعهما الشّغف وحوّلا الحلم إلى واقع مستطرداً في حديثه:" حصلنا على التّراخيص المطلوبة وبدأ البثّ من الأردنّ وبعد شهر من تأسيس الشّركة انتقلت من الأردنّ إلى دبي بعد أن قرأنا السّوق العربيّ جيّداً واكتشفنا أنّها منعطف مهمّ لنجاح أيّ شركة حيث إنّها نقطة ارتكازيّة لتجمّع الشّركات العالميّة المختصّة بالسّيّارات، إضافة إلى أنّ دبي كانت في تلك الحقبة الزّمنيّة قد بدأت بافتتاح عدد من حلبات السّباق المحترفة للسّيّارات".
منوّهاً أنّ دبي والرّياض كانتا أهمّ مدينتين انطلق منهما العمل للأسباب سالفة الذّكر إضافة إلى أنّ الدّولتين شكّلتا أكبر قوّة شرائيّة في المنطقة العربيّة عامّة والخليجيّة خاصّة.
الانتقال إلى السّوشيال ميديا وعالمها:
أربع سنوات متواصلة من البثّ التّلفزيونيّ والّذي حقّق نجاحاً على مستوى العالم العربيّ حيث كانت القناة تخاطب شغف كثير من الشّباب بما تقدّمه من معلومات مهمّة، وأخبار حتى 2011م، ليكون التّحوّل بسبب الرّبيع العربيّ حيث إنّ الإعلام أصبح متمحوراً حول الأحداث السّياسيّة والاقتصاديّة وما آلت إليه الأمور في كثير من الدّول، ما جعل الأخوين مصعب وصهيب شعشاعة يجدان أنّه لا بدّ من التّحوّل إلى عالم السّوشيال ميديا قائلاً:" توجّه العالم أصبح مختلفاً، والأحداث السّياسيّة كانت هي الأهمّ على السّاحة ولدى المشاهد العربيّ ما جعل المحتوى الّذي نقدّمه غير متابع تلفزيونيّاً ويعد مجرّد رفاهيّة مطلقة، وانخفض مستوى الإعلان إلى أقلّ مستوياته ما جعلنا نأخذ القرار الصّعب في توقّف القناة التّلفزيونيّة والتّحوّل إلى السّوشيال ميديا 100%".
ولأنّ الهدف كان نشر ثقافة احترافيّة في عالم السّيّارات كان لا بدّ من إيجاد بديل يخاطب المجتمعات العربيّة ليتم تأسيس أكبر شبكة عنكبوتيّة عربيّة تهتمّ بالسّيّارات وأخبارها وصل عدد متابعيها والمشتركين فيها إلى عشرة مليون مشترك.
تأسيس ( عرب جي تي ):
تحوّلت القناة الفضائيّة إلى شبكة نت وورك عنكبوتيّة وتحوّل الاسم من ( Arab Motors TV ) إلى ( Arab GT.COM ) وعن هذا التّحول أوضح صهيب شعشاعة قائلًا:" عند توقّف القناة الفضائيّة ارتأينا تغيير الاسم بما يتناسب والمرحلة الجديدة ليصبح( عرب جي تي . كوم ) مقدّماً محتوىً هادفاً باللغة العربيّة مخاطباً العالميّة، بمعنى أنّنا نمتلك علاقات قويّة جدّاً مع شركات السّيّارات من خلال خبرتنا الطّويلة في المجال، وبالتّالي نحن أوّل من يقوم بتجارب الأداء على مستوى العالم، فنحن نعتبر أوّل صحافة عربيّة نجرّب السّيّارة في العالم قبل إطلاقها، وبالتّالي عند تجربة الأداء نقوم بتصوير فيديوهات متخصّصة وبتقنيّة عالية جدّاً، بالإضافة إلى تقديم معلومات عن كلّ مركبة بكامل مميزاتها وعيوبها بعد أن نكون قد عقدنا عدة جلسات مع الشّركة الأم وتوصّلنا إلى أدقّ التّفاصيل ومن ثمّ يتمّ تحويل كامل هذه المعلومات للغة العربيّة وتقديمها للمشاهد سواء على اليوتيوب، أو حسابات التّواصل الاجتماعيّ".
مؤكّداً أنّ ( عرب جي تي ) تستهدف كافّة شرائح المجتمع المهتمّة بالسّيّارات ومتابعة أخبارها من رجال أعمال، أو فئة الشّباب، أو الرّياضيين المحترفين، إضافة إلى تقديمها عدداً مختلفاً من برامج التّعديل البسيط والمحترف، وبرامج معارض السّيّارات.
التّأثير الاقتصاديّ وجائحة كورونا:
بالرّغم من كافة التّفاصيل الّتي تحدّث عنها صهيب شعشاعة إلّا أنّ الوضع الرّاهن في العالم بصفة عامّة، والعربيّ بصفة خاصّة بسبب جائحة كورونا، والأزمة الاقتصاديّة وأين هم الآن من هذه الأزمة أضاف:
" بالتّأكيد تأثّرت الأسواق العالميّة والخليجيّة بأزمة كورونا هبوطاً في نسبة المبيعات وهذا واقع ملموس، ونحن في عرب جي تي نقدّم محتوىً متكاملاً، لا نخاطب فقط السّيّارات الفارهة بل أيضاً نطرح محتوى عن السّيارة الاقتصاديّة والّتي تتناسب ومعظم فئات المجتمع، إضافة إلى أنّنا أيضاً نمتلك محتوى متخصّصاً في تعديل المركبة في حال لم يرغب صاحبها بشراء أخرى جديدة والاكتفاء بإضافة لمسات مختلفة".
منوهاً أنّه ومع جائحة كورونا أطلقت شبكة ( عرب جي تي ) محتوىً جديداً في أزمة الحظر وقد اختصّ بشرح بعض الألعاب و خفاياها.
( عرب جي تي ) المنصّة الأولى احترافيّاً وخارج المنافسة:
وعن توسّع رقعة العالم الالكترونيّ وظهور كثير من المنصّات المنافسة الّتي تتناول ذات المحتوى كان لا بدّ من التّوجّه بالسّؤال لصهيب عن كيفيّة التّعامل مع هذا الاتساع موضّحاً:
" نمتلك فريقاً احترافيّاً يصل إلى 18 شخصاً لديه خبرة طويلة وكبيرة في المجال، ولديهم مصداقيّة عالية جدّاً في نقل المعلومة والحدث. نحن من خلال سنوات عملنا حرصنا على بناء فريق محترف، شبكة علاقات قويّة، تقديم الرّأي والرّأي الآخر، نقدّم الايجابيّات والسّلبيّات، ولعلّ ميزة ( عرب جي تي ) بناء علاقات قويّة ليست فقط مع الشّركات المحليّة والإقليميّة، بل مع الشّركة الأمّ للسّيّارات في أيّ مكان في العالم".
مؤكّداً على أنّ اسم ( عرب جي تي ) الأوّل عربيّ لدى كافة شركات السّيّارات العالميّة ولعله الوحيد في كثير من المناسبات وتجارب الأداء، ولديه دائماً السّبق الصّحفيّ في الحديث باللغة العربيّة عن تجربة أهمّ السّيّارات، وأكثرها فخامة ورفاهية أو حتى الاقتصاديّة منها.
الطّموح للوصول إلى العالميّة:
بعد 11 عام متواصلة من العمل والجهد استطاع صهيب شعشاعة أن يشكّل فريقاً يخاطب المجتمعات العربيّة بمحتوىً يعدّ الأبرز في عالم السّياّرات، إلّا أنّ الطّموح لا يتوقّف والأحلام حدّها عنان السّماء وعن أهمّ خططهم المستقبليّة أضاف:" نطمح أن نصل إلى العالميّة، ولعلنا بدأنا بالفعل في هذه الخطوات فلدينا برنامج ( Special Car ) والّذي يقدّم باللغة العربيّة مع ترجمة باللغة الانجليزيّة وبعضاً من القنوات العالميّة تستعين بهذه الحلقات وتقدّمها على قنواتها، ولعلّ الرّسالة الّتي نقدّمها أنّ المجتمعات العربيّة تمتلك الخبرات، والقدرات، والثّقافة اللازمة للوصول إلى القمّة".
منوها أنّ الفترة القادمة ستشهد إنتاج برامج على أعلى جودة متأمّلاً أن تحظى هذه البرامج بالتّواجد على أهمّ الشّبكات العالميّة مثل شبكة نتفلكس أو أمازون.