كيف تجري حوارًا مع أشخاص لا يتقبلون الحقيقة؟
نواجه صعوبة كبيرة عند إجراء نقاش جاد مع شخص في حالة إنكار، أو ما يطلق عليه «يضع رأسه في الرمال» كالنعام، ويرفض تقبل الحقائق، ويتجنب التحلي بالشجاعة لمواجهة الموقف، ماذا لو كان هذا الشخص مديرك، أو مسؤولا؟! من أجل إجراء حوار مُثمر مع هؤلاء الأشخاص، عليك اتباع استراتيجية مكونة من 4 محاور، نستعرضها فيما يلي:
1- لا تلجأ إلى الحقائق
تدعو الأبحاث إلى الابتعاد عن الحقائق والحجج والبراهين المنطقية عندما تتحدث إلى مديرك، أو المُشرف عليك، أو أحد المسؤولين، وتعويض ذلك باستخدام الذكاء العاطفي، ولغة المشاعر. بحسب الدراسات فإننا نميل إلى البحث عن المعلومات وتفسيرها بطرق تتوافق مع معتقداتنا.
لذا، حتى إذا كانت نسبة المبيعات في شركة ما أدنى من المتوقع، فإن المديرين التنفيذين قد ينكرون هذه الحقائق، لعدم اعترافهم بأن أسلوبهم في الإدارة خاطئ، وقد يرفض مسؤول عن فريق فصل موظف لديه مهما كان تأثيره سلبيا فقط لاعتقاده بأن قرار تعيينه الذي اتخذه كان صائبا.
2- ابحث عن الأسباب الرئيسية
نحن بحاجة إلى كل من العقل والعواطف لاتخاذ قرارات جيدة.. لذلك عوضًا عن أن يكون هدفك هو تصحيح أخطاء الآخرين أو إقناعهم بوجهة نظرك التي قد تكون أفضل أو أكثر منطقية، حاول معرفة ما هي الكتل العاطفية التي تمنعهم من رؤية الأمور بوضوح، ونقب عن الأسباب الحقيقية لمعرفة قيمهم وأهدافهم، ما يعني أنه من الأفضل أن تتعاطف معهم.
3- عزز الثقة بينكم
عندما تقرر التواصل مع أشخاص في حالة إنكار، فأول شيء عليك القيام به هو أن تعيد صياغة كلماتك بما يوحي لهم أنك تتفهم وجهة نظرهم، وتدرك ما يهمهم وما يثير حفيظتهم ويدفعهم إلى الغضب، بهذه الطريقة سوف تستطيع بناء الثقة بينكم وتعزيز الرابط ما يمكنك في النهاية من التحدث إليهم ومخاطبتهم بلغة العقل.
4- حان وقت النقاش
بعد أن تقف إلى جانبهم وتُظهر قدر تعاطفك معهم، فإنك سوف تكون قادرًا على التحدث عن المشكلة أو الأزمة. المفتاح هنا يتمثل في إجراء حديث دون إثارة استجابة دفاعية أو عدوانية، ودون أن تنقل إليهم شعور بأنك تسعى إلى تقويم سلوكهم لأن هذا سوف يدفعهم إلى الشعور بأنك تعمل على تقويض أهدافهم على المدى الطويل.
خلاصة القول فإن القادة الضعفاء هم فقط الذين يتخلون عن الواقع ويتمسكون بمعتقداتهم، وينكرون أنهم اقترفوا خطأ، ويرفضون معالجة المشكلة أو يتمسكون بقرارهم حتى لو كان سيئًا، ظنًا من أن ذلك سوف يؤثر على صورته كقائد ناجح.