أهم سبع سيارات في معرضي دبي ولوس أنجليس: حينما تتألق التكنولوجيا في سوق خاملة
بعد انعقاد معرض دبي الأخير تساءل بعضهم عما إذا كانت هذه هي بداية النهاية للمعارض التقليدية. فمن تراجع مشاركة الشركات، وتقلّص حجم المعرض، إلى خمول الأسواق وهبوط الاهتمام الإعلامي من الشركات ومن الصحافة المتخصصة، كان معرض عام 2019 الأقل نشاطاً والأصغر حجماً، منذ أكثر من عقد. ومع ذلك كان الإقبال الجماهيري جيداً بتقدير أكثر من مئة ألف زائر.
ولكن هذا الانطباع تغيّر بنسبة كبيرة في معرض لوس أنجليس الذي عقد بعده ببضعة أسابيع، وكان خاتمة معارض العام الماضي لموديلات عام 2020 الجديد. وكشفت الشركات عن 28 طرازاً جديداً على المستوى العالمي في هذا المعرض، ومثلها على المستوى الأميركي. ولم تتخلف الشركات الكبرى عن الحضور إلى معرض لوس أنجليس هذا العام. ولكن توجهات تراجع النشاط في السوق مازالت سائدة، بالمقارنة مع معارض الماضي، حيث كشف معرض لوس أنجليس في عام 2014 عن 65 طرازاً جديداً.
وفي دبي، حاول وكلاء الشركات تغطية الفراغ الناتج عن إعراض الشركات عن المشاركة، ولكن توجههم الأساسي كان لبيع ما هو معروض، وليس في عرض نماذج كونسبت أو توفير مواد إعلامية. كما كان التركيز على السيارات ذات المحركات التقليدية التي سوف تباع في الأسواق هذا العام، مع نماذج محدودة بتقنيات هايبرد أو كهرباء.
ومع ذلك، كان الحضور قوياً من الشركات التي شاركت في المعرض، وكان لها نصيب الأسد من التغطية الإعلامية وعرض نماذجها الجديدة. ومازال معرض دبي يعد من أكبر المعارض الإقليمية، ولكنه يحتاج إلى صياغة جديدة لاستعادة الشغف بمعروضاته ونشاطاته، وجذب الشركات لمعاودة المشاركة فيه.
أهمية معرض دبي، أنه يقع في منطقة مازالت تتمتع بمعدلات نمو أفضل من مناطق أخرى، خصوصاً بعد تراجع سوق الصين، وتجذب نسبة أكبر من السيارات الفاخرة والسوبر. وبخلاف سيارات الكونسبت والنماذج الكهربائية والسوبر الفريدة التي عرضتها شركات متخصصة، عرضت أهم الشركات المشاركة نماذج لافتة كانت فيما بينها من أهم السيارات التي عرضت في معرض دبي الأخير.
المسؤولون الذين حضروا المعرض، عبروا عن ثقة حذرة بأن يكون العام الجديد أفضل من سابقه، وأن تخف حدة التوتر السياسي الذي أثر في ثقة المستهلك. ويعتقد مديرو الشركات أن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارات في السعودية، كانت له انعكاسات إيجابية على الاقتصاد السعودي، وصناعة السيارات بوجه عام في المنطقة.
من الملاحظ أيضاً الوجود الملحوظ للشركات الصينية التي أسهمت في ملء الفراغ في أجنحة المعرض، وتقديمها لنماذج لا تقل تقنية أو فخامة عن السيارات التي قدمتها الشركات العالمية المشاركة.
وفي لوس أنجليس، كان التركيز على الدفع الكهربائي والهايبرد، وعلى التقنيات الجديدة التي تسهم في تنظيف أو إلغاء العادم الكربوني. ومازالت السطوة للسيارات الرباعية الرياضية مستمرة، بينما تتقلص دوماً أعداد السيارات السيدان الجديدة التي تظهر في المعارض.
والنماذج الآتية تمثل أبرز السيارات المؤثرة التي ظهرت في دبي أو لوس أنجليس، في القطاعات المختلفة، التي سوف تشهدها أسواق المنطقة خلال العام الجاري:
- كورفيت ستينغراي 2020: بعد عرض أحدث سيارة كورفيت في معرض دبي، عادت الشركة لعرض الطراز المكشوف منها في معرض لوس أنجليس، بعد معرض دبي باسابيع. الجيل الثامن الجديد من سيارات كوريت، يأتي بمحرك وسطي الموقع للمرة الأولى في تاريخ الشركة. وفي الطراز المكشوف ياتي السقف بمواد كربونية خفيفة ويمكن طيه كهربائيا، وهي سيارة اغلى من الطراز الكوبيه العادي بنحو سبعة آلاف دولار. ويوفر الطراز المكشوف مساحة تخزين مماثلة لتلك التي يوفرها الطراز الكوبيه، وهي تتسع لحقيبتي غولف.
ويُحرّك السقف بستة محركات كهربائية، وهي أكثر اعتمادية من النظام الهيدروليكي التقليدي. ويمكن تحريك السقف على سرعات تصل إلى 30 ميلاً في الساعة، ولا تستغرق عملية فتحه أو إغلاقه أكثر من 16 ثانية. ويأتي السقف المكون من قطعتين بلون السيارة، إلا إذا اختار المشتري اللون الكربوني الأسود. ويدفع السيارة محرك سعته 6.2 لتر بثماني أسطوانات يوفر لها 495 حصاناً و637 نيوتن متر، من عزم الدوران. وهي تنطلق بالدفع الخلفي، عبر ناقل حركة أتوماتيكي بثماني سرعات.
- كاديلاك سي تي 5: وهي من النوع السيدان الفاخر، وظهرت أولاً في معرض نيويورك في العام الماضي، وبعدها في معرضي دبي ولوس أنجليس. وهي تنافس في القطاع الذي يشمل الفئة "سي كلاس" من مرسيدس والفئة الثالثة من بي إم دبليو. ويدفع السيارة محرك سعته لتران بأربع أسطوانات وشاحن توربيني يوفر 237 حصاناً. ويمكن رفع قدرة السيارة بمحرك سعته ثلاثة لترات بست أسطوانات وشاحن توربيني مزدوج. ويتوافر للسيارة ناقل حركة أتوماتيكي، مع خيار الدفع الخلفي أو على كل العجلات. السيارة متاحة بالفعل في الأسواق. وتقول الشركة إن الطلب على السيارة مستمر، رغم الاندفاع الاستهلاكي لشراء سيارات رباعية رياضية. وتحل السيارة مكان الطراز السابق الذي كانت تطلق عليه الشركة اسم "سي تي إس". وتعدّ السيارة هي التطور التقليدي لسيارات كاديلاك التاريخية، وهي تحصل على تقديرات جيدة من النقاد. وهي ذات حجم مناسب لأغراض رحلات العمل والتسوق اليومية وتناسب جميع الاعمار. وتتسم السيارة بالمساحة الداخلية الرحبة، سواء للركاب او الامتعة.
- فورد موستانغ "ماك إي": هي أول سيارة كهربائية رباعية رياضية من فورد، وتأتي في شكل سيارة رباعية رياضية تحمل اسم موستانغ الشهير، الذي يعرف تقليدياً بأنه اسم السيارة الرياضية لشركة فورد. وتستقبل الشركة طلبيات هذه السيارة الآن على الإنترنت، على أن يتم التسليم قبل نهاية 2020. وهي تنتمي إلى القطاع المتوسط الحجم المماثل لسيارات "أي بيس" من جاغوار و"إكس 3" من بي إم دبليو و"إي ترون" من اودي. وتحمل فئة المدخل بطاريات بقدرة 75 كيلوواط، ودفع خلفي. وتوفر 280 ميلاً من المدى بشحنة كهربائية واحدة. وتنطلق إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون ثماني ثوان. وهناك بطاريات عالية القدرة تصل بمدى السيارة إلى 370 ميلاً. وتحمل السيارة شعار الحصان الذي يميز سيارات موستانغ، ولا توجد فتحات تبريد بين المصابيح الأمامية. كما تحمل المصابيح الخلفية المميزة الثلاثية لسيارات موستانغ. وتختفي مقابض الأبواب تماماً، وتُفتح الأبواب بضغطة زر غير ظاهرة. أو باستخدام الجوال. ويمكن فتح السيارة بكود رقمي في حالة ترك الجوال في السيارة لممارسة رياضة الجري.
- إستون مارتن "دي بي إكس": هي أول رباعية رياضية من إستون مارتن، والأولى من إنتاج مصنع الشركة الجديد في مقاطعة ويلز. وتأمل الشركة بأن تضاعف هذه السيارة إنتاجها السنوي وتنقلها من الخسائر إلى الارباح. وظهرت السيارة للمرة الأولى في معرض لوس أنجليس، وتحاول بها الشركة أن تجذب قطاعاً أكبر من النساء. وهي تعدّ سيارة عائلية عملية بمساحة شحن خلفي تصل إلى 632 لتراً. وهي ذات تصميم داخلي فاخر بكسوة جلدية للمقاعد. واستعارت الشركة محرك السيارة ونظام الإدارة الإلكترونية من القطاع الرياضي في شركة مرسيدس. ويمكن إضافة سقف بانورامي للسيارة. الجسم مصنوع من الألومنيوم، مثل بقية سيارات الشركة والمحرك سعته أربعة لترات بثماني أسطوانات، بقدرة 543 حصاناً، ما يجعلها واحدة من أقوى سيارات هذا القطاع. وهي تنطلق إلى سرعة 60 ميلاً في الساعة في غضون 4.5 ثانية، وإلى سرعة قصوى تصل إلى 181 ميلاً في الساعة. وتستطيع "دي بي إكس" أن تقطع مضمار نوربرغنرغ الألماني في أقل من ثماني دقائق.
- لاند روفر ديفندر: تعدّ أحدث ديفندر من لاندروفر، هي الأعلى تقنية في تاريخ السيارة البالغ 71 عاماً. وتشمل التجديدات شاسيه السيارة الجديد ومحركات جديدة. وهي تصنع في سلوفاكيا، رغم سمعتها سيارةً بريطانيةً. وتأتي السيارة بثلاثة أبواب أو خمسة. وهي رباعية متخصصة تصنع كقطعة واحدة من الألومنيوم، بدلاً من الأسلوب السابق لتركيب الجسم على هيكل سفلي. وتحمل السيارة عجلتها الاحتياطية خلفها على باب يفتح جانبياً. وهي أكبر حجماً من سابقتها وبعجلات قطرها 22 بوصة، بعد أن كانت 18 بوصة في الطراز السابق. وتوفر الشركة لها الكثير من المحركات، منها محركات ديزل للسوق الأوروبية، ومحرك بترولي سعة لتران بشحن توربيني يوفر قدرة 296 حصاناً. ويتوافر أيضاً محرك بترولي سعة ثلاثة لترات بست أسطوانات، وشاحن سوبر، مع تقنية هايبرد خفيف بقدرة 395 حصاناً. وترتبط كل محركات السيارة بناقل حركة أتوماتيكي بثماني سرعات، يدفع العجلات الأربع. وتقول الشركة إن هناك فئة هايبرد بشحن خارجي سوف تنضم إلى فئات السيارة خلال عام 2020.
- لنكولن أفياتور: وهي سيارة رباعية رياضية فاخرة، تنتجها شركة لنكولن وتشبه في حجمها سيارات ديسكفري من الشركة الأم، فورد. وتتسع السيارة إلى ثلاثة صفوف من المقاعد وتستوعب سبعة ركاب. وتعمل هذه السيارات بمحركات سعة ثلاثة لترات بست أسطوانات وشاحن توربيني مزدوج، قدرتها 400 حصان، مع ناقل حركة أتوماتيكي بعشر سرعات. وهي تأتي في فئة المدخل بدفع خلفي، ولكن الفئات العليا من السيارة تأتي بدفع رباعي. ووفرت الشركة حديثاً فئة هايبرد بشحن خارجي قدرتها 494 حصاناً. وبالمحرك الأصغر يمكن لافياتور بلوغ سرعة مئة كيلومتر في الساعة في ست ثوان. وهي تنافس سيارات مثل بورشه كايين وبي إم دبليو "إكس 5" ومرسيدس "جي إل إي". وهي تتوافر في الأسواق الأميركية، وأسواق الشرق الأوسط، ولكن ليس في الأسواق الأوروبية. وتعتمد الشركة على فلسفة تطلق عليها اسم "الفخامة الهادئة". وهي توفر الراحة لركابها، خصوصاً في المقاعد الأمامية التي يمكن ضبطها من 30 زاوية. ولكن مقاعد الصف الثالث تفتقر إلى بعض المساحة وتعدّها الشركة مقاعد لا تستخدم معظم الوقت.
-آسبارك آويل: سيارة "آويل" (Owl) تنتجها شركة يابانية جديدة، وهي من النوع السوبر الكهربائي بقدرة 1985 حصاناً. وكان الظهور العالمي الأول للسيارة في معرض دبي هذا العام. وتستطيع آويل بلوغ سرعة مئة كيلومتر في الساعة في 1.69 ثانية، أي أسرع بأكثر من نصف ثانية من سيارة تيسلا "موديل إس". وهي تعمل بأربعة محركات كهربائية.
وتعتمد على بطاريات طاقتها 64 كيلوواط من نوع ليثيوم إيون. ومصنوعة من خلائط الكربون ولا يزيد وزنها على 1900 كيلوغرام. وتحقق "آويل" سرعة قصوى قدرها 249 ميلاً في الساعة مع مدى يصل إلى 280 ميلاً بشحنة كهربائية واحدة. وتبدأ أسعارها، من نحو ثلاثة ملايين دولار، وتنتج منها الشركة 50 سيارة سنوياً. ويبدأ تسليم آويل في منتصف عام 2020. وتبني الشركة سياراتها في إيطاليا.