اضطرابات المزاج لدى الرجال.. الأنواع والأعراض والأسباب وطرق العلاج
لا يستمر المزاج على وتيرة واحدة طوال وقت، بل أحيانًا تكون سعيدًا مبتهجًا، وأحيانًا تصير حزينًا يائسًا، والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب من أبرز اضطرابات المزاج التي تُصِيب الرجال، فالاكتئاب يجعل نظرتك للحياة سوداوية، يجعلك حزينًا فاقدًا للشغف، أيًا كان سبب ذلك.
أمّا الاضطراب ثنائي القطب، فيشمل الاكتئاب ومعه نوبات من الهوس والحماس وشدة المشاعر، ولا يعرف الباحثون حتى الآن أسباب اضطرابات المزاج، وإن تنوّعت العوامل المؤثرة فيها، وتكمن مشكلة تلك الاضطرابات في أنّها قد تؤثر في أنشطتك اليومية وعملك، وربّما يكون لها أثر في صحة الجسم أيضًا، فما أعراض تلك الاضطرابات؟ وما طرق علاجها؟
ما هو اضطراب المزاج؟
أحد اضطرابات الصحة النفسية المُؤثِّرة في مزاج الإنسان مباشرةً، فقد يُعانِي حماسًا وابتهاجًا عارمًا، أو حزنًا شديدًا، أو كلا الأمرين معًا بصورة غير طبيعية.
ومن الطبيعي أن يتغيّر مزاجك من وقتٍ لآخر حسب معيشتك والمواقف التي تمر بها كل يوم، أمّا اضطراب المزاج، فيُطلَق على استمرار بعض الأعراض لعِدّة أسابيع أو أكثر، كما قد يتسبَّب ذلك الاضطراب حينها في صعوبة أداء مهامك اليومية المُعتادة.
أنواع اضطرابات المزاج عند الرجال
تشمل أنواع اضطرابات المزاج عند الرجال:
الاكتئاب
- اضطراب الاكتئاب الشديد: يُشخّص بوجود 5 أعراض على الأقل من الحزن والأرق، والشعور بالذنب، وانخفاض مستويات الطاقة، وانخفاض التركيز، وضعف الشهية، وانخفاض المتعة في الأنشطة التي كانت تُحقّق المتعة سابقًا، وتكرار الأفكار الانتحارية، مع استمرار الأعراض لمدة أسبوعين.
- الاكتئاب الجزئي "الخفيف": اكتئاب مزمن يستمر لمدة عامين على الأقل عند البالغين، وأعراضه أقل شدة من الاكتئاب الشديد، لكنّه يستمر وقتًا أطول.
- الاضطراب العاطفي الموسمي: نوع من الاكتئاب يحدث خلال فصول معينة من السنة، وعادةً ما يكون ذلك في أواخر الخريف أو أوائل الشتاء، ويستمر حتى الربيع أو الصيف، والأقل شيوعًا أن يحدث ذلك الاضطراب في الصيف أو أواخر الربيع.
الاضطراب ثنائي القطب
- الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول: يُعانِي أغلب المصابين به نوبات من الهوس والاكتئاب، لكن لا يُشترَط أن تأتي نوبة الاكتئاب كي يُشخّص ذلك النوع من الاضطراب ثنائي القطب.
- الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني: يتضمّن نوبات اكتئاب، وهوس خفيف أقل حدة من الهوس المصاحب للاضطراب الأول، وعادةً ما يكون المُصاب قادرًا على أداء مهامه اليومية.
- دورَوية المزاج: يُعانِي المُصابون به عدم استقرار المزاج بصورةٍ مزمنة، كما يُعانُون الهوس الخفيف والاكتئاب لمدة عامين على الأقل، حسب "clevelandclinic".
ما هو الاكتئاب؟
مرض نفسي حيث يَسُود الحزن واليأس وغياب الشغف مشاعر الإنسان، فلا يستمتع بالأنشطة التي كانت تُمتعه سابقًا، كما قد يُؤدّي إلى مشكلات جسدية، مثل الإرهاق، وربّما يُؤثِّر في قدرتك على أداء أنشطتك اليومية، ولا يُشخّص الاكتئاب بحُزن يومٍ أو يومين، بل أقلّه أن تدوم أعراضه مدة أسبوعين.
ما أنواع الاكتئاب لدى الرجال؟
تشمل أنواع الاكتئاب التي قد تُصِيب الرجال:
1. اضطراب الاكتئاب الشديد
ليس الاكتئاب الشديد حزن يومٍ أو يومين، بل يُشخّص الرجل باضطراب الاكتئاب الشديد مع المعاناة من 5 أعراض على الأقل "سيأتي تفصيلها" طوال اليوم، وذلك كل يوم لمدة أسبوعين على الأقل:
- فقدان الشغف مع القيام بالأنشطة اليومية التي اعتدتها، أو في الأنشطة التي كانت سبب مُتعتك سابقًا.
- زيادة أو نقص الوزن، أو تغيّر واضح في الشهية زيادةً أو ضعفًا.
- صعوبة النوم، أو النوم أكثر من المُعتاد.
- التعب أو انخفاض طاقة الجسم.
- الشعور بأنّك ليس لك قيمة حقيقية في الحياة أو الإحساس بالذنب.
- صعوبة التفكير أو التركيز.
- تسلّط فكرة الانتحار على ذهنك.
2. الاكتئاب الجزئي "الخفيف"
يُعانِي الرجل المُصاب بذلك النوع من الاكتئاب حزنًا أو اكتئابًا في معظم يومه، وفي معظم الأيام بما يصل إلى عامين على الأقل، كما قد تمر فترات قصيرة لا يشعر فيها الرجل باكتئاب، لكن تلك الفترة قد تستمر شهرين أو أقل من ذلك.
وبشكلٍ عام فإنّ أعراض الاكتئاب الجزئي ليست شديدة كاضطراب الاكتئاب الشديد، لكنّها طويلة الأمد، وتستمر عامين على الأقل، وتشمل أعراضه:
- انخفاض الشهية أو زيادتها، ومِنْ ثَمّ الإسراف في الأكل.
- الأرق أو النوم أكثر من المُعتاد.
- انخفاض طاقة الجسم.
- صعوبة التركيز أو اتخاذ القرارات.
- الإحساس باليأس.
- تدنّي احترامك لذاتك.
3. الاضطراب العاطفي الموسمي
اكتئاب يُصِيب الرجل في بعض فصول السنة دون غيرها، وتحديدًا في الشتاء، وهذا لا يمنع احتمال المعاناة منه في الصيف أيضًا وإن كان أقل شيوعًا.
يظنُّ الباحثون أنّ ذلك الاكتئاب المُصاحب لتغيّر فصول العام يحدث نتيجة اختلال إيقاع الساعة البيولوجية في الجسم، فالضوء الذي يلج العيون يُؤثِّر في عملها، وهو ما يختلف مع تغيّرات الفصول، حيث يطول النهار أو يقصر، ما يُفضِي إلى الاكتئاب في النهاية في فصلٍ ما من فصول السنة، حسب ظنّهم.
ولا تختلف أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي عن أعراض الاكتئاب المذكورة سلفًا، إلّا إنّها تبرز أكثر في فصلٍ من فصول العام؛ هو الشتاء على الأرجح.
4. الاكتئاب غير النمطي
هو اكتئاب يختفي مؤقتًا عند التجاوب مع الأحداث الإيجابية، وهو غير نمطي لأنّه لا يظهر على المُصاب به أعراض الاكتئاب النموذجية سالفة الذكر، بل قد يكون تشخيصه صعبًا، لأن المُكتئِب لا يُظهر اكتئابه للآخرين "ولا لنفسه".
وبخلاف أنواع الاكتئاب الأخرى، فإنّ المُصابين بالاكتئاب غير النمطي يستجيبون بشكلٍ أفضل لنوع من مضادات الاكتئاب يُعرَف بـ"مثبطات أكسيداز أحادي الأمين".
وحسب الدليل التشخيصي والإحصائي لاضطرابات الصحة النفسية، الإصدار الرابع "DSM-4"، فإنّ أعراض الاكتئاب غير النمطي تشمل:
- تفاعلية المزاج؛ أي أنّ مزاجك مبتهج أو يكون جيدًا عندما تمرّ بأحداث إيجابية.
- عَرَضان أو أكثر مِمّا يلي موجودان لمعظم الوقت، لمدة أسبوعين على الأقل:
- زيادة الشهية "قد يُؤدّي إلى زيادة الوزن".
- الإفراط في النوم.
- الإحساس بثقل في الذراعين والساقين.
- الحساسية الشديدة للرفض الشخصي، ما قد يُؤدِّي إلى مشكلات اجتماعية أو مهنية كبيرة.
5. الاكتئاب التفاعلي
اكتئاب عابر يحدث نتيجة التعرّض لحدث مؤلم أو تغيّر كبير في حياتك، مثل الانفصال أو الطلاق، أو فقدان وظيفتك، أو وفاة أحد أفراد أسرتك، وقد يُشخّص الاكتئاب التفاعلي بأنّه "اضطراب التكيف"، والذي يُصنّف على أنّه نوع من الصدمات المرتبطة بالتوتر.
وتبدأ أعراض الاكتئاب التفاعلي في غضون 3 أشهر بعد الحدث المؤلم، ولا يستمر أكثر من 6 أشهر بعد انتهاء ذلك الحدث أو توابعه، حسب موقع "verywellhealth"، ومن أعراضه:
- الحزن الشديد أو اليأس.
- كثرة البكاء.
- مشكلات التركيز.
- فقد الشغف.
- القلق والتوتر.
- الأرق.
- انخفاض الشهية.
- عدم الاهتمام بالتواصل مع الآخرين.
6. الاكتئاب الذهاني
يُعانِي المصابون بذلك النوع اكتئابًا حادًا مصحوبًا بالذهان "اضطراب نفسي يُفقِد المرء اتصاله بالواقع، وقد يُعانِي هلاوس وأوهامًا كأن يسمع أو يرى أشياء غير موجودة على الحقيقة"، ويُعدّ الاكتئاب الذهاني نوعًا فرعيًا من اضطراب الاكتئاب الشديد.
ويُصِيب الاكتئاب الذهاني 4 من كل 1,000 في عامة الناس، مع زيادة مُعدّلاته بين كبار السن، وقد تختلف أعراض الاكتئاب الذهاني من شخصٍ لآخر، لكنّها تتضمّن أعراض اضطراب الاكتئاب الشديد، إلى جانب أعراض الذهان، مثل:
- الهلاوس: رؤية أو سماع أو شم أو تذوق أشياء غير موجودة على الحقيقة، ومن حوله من الناس لا يشعرون بتلك الأشياء التي يراها أو يسمعها أو غير ذلك.
- الأوهام: وهي اعتقادات مستمرة خاطئة لا تستند إلى الواقع، مثل الإحساس بأنّ شخصًا ما يُحاوِل إيذاءه.
7. الاكتئاب الناجم عن مرض
قد ينشأ الاكتئاب في أعقاب مرضٍ مزمن خطير، مثل أمراض القلب، والسرطان، والإيدز، والتصلب المتعدد، فالمعاناة من تلك الأمراض جالب للإحباط.
وقد وجد باحثون في دراسةٍ نُشِرت في سبتمبر 2021 في "BMC Pshyciatry" أنّ المرضى الذين شُخِّصوا بأمراض مزمنة، كانوا أكثر عُرضةً للإصابة بالاكتئاب.
ويظن الباحثون أيضًا أنّ الالتهاب المُرتبِط بالمرض المُزمن قد يُشعِل ذلك الاكتئاب، إذ تنطلق مواد كيميائية مُعيّنة من قِبل الجهاز المناعي، تصل إلى الدماغ، تُغيّر فيها، بما قد يُؤدّي إلى حدوث الاكتئاب أو تفاقمه.
8. الاكتئاب المُقاوِم للعلاج
قد يستعصي الاكتئاب على العلاج، إذ يُعدّ الاكتئاب مقاوِمًا للعلاج عندما لا يُؤدِّي الحصول على دواءين مختلفين على الأقل من مضادات الاكتئاب المختلفة إلى تحسّن الأعراض، حسب "cleveland clinic".
ويُعدّ الاكتئاب المُقاوِم للعلاج نوعًا فرعيًا من أنواع اضطراب الاكتئاب الشديد؛ إذ يُعانِي منه ما يقرب من 30% من المُصابِين باضطراب الاكتئاب الشديد، وقد جرّبوا بالفعل أدوية الاكتئاب دون نتيجة تُذكر.
ولا تختلف أعراضه عن أعراض اضطراب الاكتئاب الشديد غير أنّها أشدّ كثيرًا، كما تستمر نوبات الاكتئاب لفترات أطول، إلى جانب القلق والأفكار الانتحارية.
ما أسباب الإصابة بالاكتئاب؟
لا يُوجَد سبب مُحدّد يمكن اتهامه بإحداث الاكتئاب، لكن ثمّة عوامل قد تزيد خطر الإصابة به، خاصةً لو اجتمع بعضها معًا في شخصٍ واحد، ومن العوامل التي يفترض الباحثون مُساهمتها في الاكتئاب:
1. التاريخ العائلي والجينات
قد تُعانِي أعراض الاكتئاب طالما أُصِيب بها أحد أفراد عائلتك من قبل، أو نوع آخر من اضطرابات المزاج غير الاكتئاب "ما يُقصَد به الاكتئاب هنا هو الاكتئاب السريري الذي شُخِّص من قِبل الطبيب أو استوفى معايير التشخيص، وليس الحزن العابر، فليس ثمّة عائلة ولا إنسان إلّا ويُصابون بحُزن من وقت لآخر".
وبينما تُشِير الدراسات إلى أنّ العوامل الوراثية لها أثرها القوي في حدوث الاكتئاب، فإنّ الباحثين ليسوا متأكدين من ذلك تمامًا بعد، كما لا يُمكِن الافتراض أنّ الجينات وحدها سبب الاكتئاب، لكنّها قد تزيد خطر الإصابة به، خاصةً لو توفّرت عوامل أخرى خارجية.
2. اختلال توازن المواد الكيميائية في الدماغ
أحد الأسباب المحتملة للاكتئاب هو عدم توازن الناقلات العصبية المُنظِّمة للمزاج، والتي هي مواد كيميائية بالأساس، خاصةً أنّ الاكتئاب السريري مُرتبط بنقص بعضها.
كذلك، فإنّ أدوية الاكتئاب تُركِّز على تغيير مستويات بعض تلك المواد، مثل السيروتونين، كأدوية مُثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
3. الأمراض الجسدية
تزيد الأمراض المزمنة خطر الإصابة بالاكتئاب، وكذلك اضطرابات النوم أو مشكلات الغدة الدرقية، فمُعدّلات الاكتئاب أعلى بين المُصابِين بألمٍ مزمن، ومرض السكري، والسرطان، وكذلك مرض التصلب المتعدد.
وقد يُؤدّي التوتر الناجِم عن الإصابة بمرضٍ مزمن إلى نوبة اكتئابٍ شديد، كما أنّ بعض الأمراض تُسبِّب مباشرةً أعراض الاكتئاب، مثل اضطرابات الغدة الدرقية، ومرض أديسون، وأمراض الكبد.
4. سوء التغذية
قد يُسهِم النظام الغذائي غير الصحي في الإصابة بالاكتئاب، لأنّه مُؤدٍ ضرورةً إلى نقص بعض المعادن والفيتامينات، والتي تُسهِم في تحسين المزاج، ومِنْ ثَمّ فنقصُها قد يُسهِم في حدوث الاكتئاب، مثل نقص أوميغا 3 المُتوفّر في الأسماك الدهنية كالسلمون والتونة، والبذور والمكسرات، أو نقص فيتامين ب أو د.
كذلك، قد ثبت ارتباط الأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات بالاكتئاب، حسب دراسةٍ نُشِرت في عام 2017 في "Scientific Reports".
5. ضغوطات الحياة
قد تُؤدِّي ضغوطات الحياة إلى الاكتئاب، فعندما ترميك الحياة ببلائها، تتوتّر، ومِنْ ثَمّ يزداد إفراز جسمك لهرمون الكورتيزول؛ استجابةً لذلك التوتر، والذي يظنّ الباحثون أنّ زيادة مستوياته قد تُسهِم في اكتئابك.
6. تعاطي المواد المخدرة
قد يُسهِم تعاطي المواد المخدرة والكحول في الاكتئاب على الرغم من ظنّ المُدمن أنّها تُحسِّن مزاجه.
7. الأدوية
تُساعِد بعض الأدوية في ظهور أعراض الاكتئاب، مثل مضادات الصرع، وأدوية الكوليسترول، والكورتيكوستيرويدات، وحاصرات بيتا "أحد أنواع أدوية القلب"، لذلك ينبغي مراجعة الأدوية التي تتناولها مع الطبيب إن كُنت تشكُّ في أنّها مصدر اكتئابك.
ما أعراض الإصابة بالاكتئاب عند الرجل؟
إذا كان مزاجك سيئًا وكُنت فاقدًا للشغف وتُعانِي مشكلات النوم "أرق أو إفراط في النوم"، وذلك في غالب يومك، ولمدة أسبوعين على الأقل، فربّما أنت تتعامل الآن مع الاكتئاب، الذي تشمل أعراضه:
1. استمرار المزاج السيء
قد يكون مزاجك سيئًا من وقتٍ لآخر، لكن استمراره قد يكون دليلاً على الاكتئاب، كما قد يصحب ذلك القلق، وربّما يكون من الصعب استجماع مشاعرك لمواجهة ما يحدث لك، سواء كان جيدًا أم سيئًا.
2. فقد الشغف
مع الاكتئاب يفقد المرء شغفه، فقد يبدو لك العمل والأنشطة الاجتماعية، وحتى الأعمال المنزلية البسيطة بلا جدوى.
وربّما تحب التنزه أو الخروج مع أصدقائك في عطلة نهاية الأسبوع، لكنّك قد تفقد الشغف تجاه هذه الأمور لو أصابك الاكتئاب، بل إنّ هذه الأنشطة التي كانت تُمتِعك سابقًا قد لا تروق لك الآن.
3. الشعور بالذنب واليأس
كثيرٌ من المُصابين بالاكتئاب يشعرون بالذنب الشديد، كما يكرهون أنفسهم ولا يحترمون ذواتهم، بل إنّ اليأس يُهيمن على مشاعرهم وتفكيرهم، كما لو أنّه ليس بيده شيء يمكنه فعله لتحسين مشاعره.
4. انخفاض الطاقة والإرهاق
ربّما تُركّز أكثر مع أعراض الاكتئاب النفسية، لكن الاكتئاب له أثره على الجسد أيضًا، وأبرز تلك الأعراض انخفاض طاقة جسمك وشعورك بالتعب، الذي لا يختفي رغم حصولك على قسطٍ كافٍ من النوم.
5. صعوبة التركيز واتخاذ القرارات
قد تضعف قدرتك على التركيز مع المعاناة من الاكتئاب، فلا تُفكِّر بطريقةٍ صحيحة، ولا تتمكّن من اتخاذ قرارات، كما قد تنسى المواعيد المهمة أو المهام المتعلقة بعملك.
6. اضطرابات النوم
الاكتئاب من أسباب اضطرابات النوم، فقد يُصِيبك بالأرق، فلا تتمكّن من النوم بسهولة، أو تستيقظ مبكرًا جدًا عمّا اعتدت، أو تظل مستيقظًا طوال الليل.
ومن جهة أخرى، فقد يُسبِّب الاكتئاب أحيانًا فرط النوم؛ إذ تنام عدد ساعات كبير "10 ساعات متواصلة مثلاً"، ومع ذلك لا تشعر بالراحة، واضطرابات النوم عمومًا تُؤثّر في قدرتك على أداء مهامك اليومية.
7. تغيّرات الشهية والوزن
قد يُؤدِّي الاكتائاب إلى زيادة الشهية، ومِنْ ثَمّ زيادة الوزن، أو قد يُؤدِّي أيضًا إلى ضعف الشهية، ومِنْ ثَمّ خسارة الوزن، وهذا يختلف حسب تأثير الاكتئاب عليك.
8. الأفكار الانتحارية أو محاولة الانتحار
ما دُمت مكتئبًا، فقد تواتيك أفكار أنّك ما عُدت ترغب في البقاء على قيد الحياة بعد الآن، وربّما يجرك ذلك إلى الانتحار وإنهاء حياتك.
وقد تكون بوادر ذلك الكتابة عن الانتحار، أو التخلّي عن الصور التذكارية، أو إغلاق حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي.
ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟
من الطبيعي أن تشعر بالحزن مع مصائب الحياة، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة، أو فقدان وظيفة، أو إنهاء علاقة ما، ومن الطبيعي أيضًا أن تتطوّر مشاعر الحزن تلك وتتصاعد ولا تظل على حالها، وربّما تصف نفسك بأنّك "مُكتئب" بينما أنت غارق في الحزن.
لكن الحقيقة أنّ الحزن مختلف عن الاكتئاب، فالحزن طبيعي، أمّا الاكتئاب فهو اضطراب نفسي، حتى وإن اشتركا في بعض الأعراض، مثل الحزن الشديد أو الانسحاب من الأنشطة المُعتادة، والفرق بينهما حسب موقع "psychiatry":
- في الحزن تأتي المشاعر المؤلمة على شكل موجات، وغالبًا ما تختلط بذكريات إيجابية عن المتوفي، أمّا الاكتئاب فيسوء معه المزاج، وتفقد الاهتمام أو الشغف بأشياء كُنتَ شغوفًا بها لمدة أسبوعين على الأقل.
- مع الحزن يحتفظ المرء باحترامه لذاته، أمّا مع الاكتئاب الشديد يتفاقم كره الذات والإحساس بأنّك عديم القيمة.
- في الحزن، قد تأتي أفكار الموت عند التفكير في اللحاق بالأحباء المتوفّين أو تخيّلهم، أمّا مع الاكتئاب، تُركّز الأفكار على إنهاء الحياة بسبب الشعور بعدم القيمة أو عدم استحقاق العيش، أو العجز عن التعامل مع آلام الاكتئاب.
ويُمكِن أن يأتي الحزن والاكتئاب معًا عند بعض الناس، فقد تتسبَّب أحد مصائب الحياة في الاكتئاب أيضًا، وإذا تزامن الحزن والاكتئاب، يكون الحزن أشد ويستمر لفترة أطول، مقارنةً مع لو كان المرء حزينًا دون أن يكون مُكتئبًا.
كيفية تشخيص الاكتئاب
يجب أن تستمر بعض الأعراض كل يوم لمدة أسبوعين، حتى يُشخّص المرء بالاكتئاب، والأساسي منها المزاج السيء، أو فقدان الشغف والاهتمام في معظم الأنشطة، وذلك إلى جانب 5 أعراض إضافية من المذكورة سلفًا للاكتئاب، لتشخيصه، حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس "DSM-5".
وقد يبدأ الطبيب في إجراء بعض التحاليل والاختبارات لاستبعاد احتمالية أن يكون الاكتئاب أو المزاج السيء ناشئًا عن مرض، مثل اضطرابات الغدة الدرقية.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يُنصَح بزيارة الطبيب إذا ظهرت عليك أعراض الاكتئاب، خاصةً لو أثّرت في حياتك اليومية وعملك، فسيكون الطبيب قادرًا على تحديد سبل العلاج المناسبة لك، ويُوجّهك لأفضل الطرق للتعامل مع الاكتئاب، بما لا يُؤثِّر في حياتك اليومية.
ما هي طرق علاج الاكتئاب عند الرجال؟
الاكتئاب اضطراب نفسي، عوامله متشابكة، ولا يمكن الوقوف على سببٍ بعينه له، لذلك فإن طرق علاجه متنوعة بين علاج نفسي وأدوية وتقنيات أخرى مختلفة من بينها:
1. العلاج النفسي
يُساعِد العلاج النفسي وحده في التغلب على الاكتئاب الخفيف، أمّا لو كان الاكتئاب شديدًا أو متوسطًا، فعادةً ما يكون العلاج النفسي إلى جانب الأدوية.
والعلاج المعرفي السلوكي هو الخيار الأفضل في طرق العلاج النفسية للتغلب على الاكتئاب؛ إذ يُساعِدك في معرفة الأفكار السلبية والسلوكيات، والاستجابة لها بطريقةٍ إيجابية، وعادةً ما يُحقِّق المريض تحسّنًا ملحوظًا بعد 10 - 15 جلسة من العلاج النفسي.
2. الأدوية
قد يكون اختلال النواقل العصبية في الدماغ من العوامل المُساهمة في الاكتئاب، وتهدف الأدوية إلى استعادة توازن تلك النواقل العصبية من خلال الأدوية المُضادة للاكتئاب.
لكن نتائجها ليست فورية، بل يبدأ المريض في التحسّن في أسبوعٍ أو اثنين، ثُمّ تكتمل نتائجها في غضون شهرين أو ثلاثة، ويُوصِي الأطباء بتناول مضادات الاكتئاب لمدة 6 أشهر أو أكثر حتى بعد تحسّن الأعراض، وذلك لبعض الناس مِمّن يُخشَى عودة نوبات الاكتئاب إليهم.
3. العلاج بالتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة
إذا كان الاكتئاب شديدًا، ومُقاوِمًا للأدوية، فقد يكون العلاج بالتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة مناسبًا؛ إذ تُحفِّز النبضات المغناطيسية خلايا الدماغ، بما يحسّن التواصل بين مختلف أجزائه، ويُساعِد على زوال الاكتئاب.
4. العلاج بالصدمة الكهربائية
أحد طرق علاج الاكتئاب، خاصةً الذي لم يُفلِح معه العلاج النفسي ولا الأدوية، وتُساعِد تلك الطريقة في تنشيط خلايا الدماغ وتخفيف الاكتئاب على الأمد القصير فقط، لكن يحمل العلاج بالصدمة الكهربائية بعض الآثار الجانبية، مثل مشكلات الذاكرة والصداع.
ما هو اضطراب ثنائي القطب؟
اضطراب نفسي يُسبِّب تقلبات غير عادية في مزاج الشخص بين سعادةٍ تبلغ حد الهوس إلى حُزنٍ يصل إلى الاكتئاب، وقد أُطلق عليه سابقًا "الاكتئاب الهوسي"، وهذه التقلبات المزاجية تجعل من الصعب القيام بالمهام اليومية.
ما هي أعراض مرض ثنائي القطب؟
يُعانِي المصاب بالاضطراب ثنائي القطب، فترات من توهّج المشاعر وتغيّر نمط النوم ونشاط الجسم، كما ينخرط في سلوكيات خارجة عن طبعه المُعتاد، وهذه الفترات تُسمّى نوبات المزاج، وخلال تلك النوبات، تستمر الأعراض كل يوم معظم الوقت، كما قد تستمر أحيانًا لفترات أطول تصل إلى أيامٍ أو أسابيع.
والنوبات قد تكون هوسًا أو اكتئابًا، ولكلٍ أعراضه:
ما أسباب الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب؟
لا يعرف العلماء بعد سبب الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، لكنهم يعتقدون أنّ للجينات دور في الإصابة به، فأكثر من ثلثي المُصابِين به لديهم قريب واحد على الأقل مُصاب بنفس الاضطراب.
عوامل خطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب
رغم عدم معرفة الأسباب، إلّا أن هناك بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة بذلك الاضطراب ومنها:
- تغيّرات الدماغ: رصد الباحثون اختلافات طفيفة في متوسط حجم أو تنشيط بعض أجزاء الدماغ لدى المصابين بهذا الاضطراب، ومع ذلك لم تستطع فحوصات الدماغ تشخيص الحالة.
- عوامل بيئية كالصدمة أو التوتر: المرور بأحداث شديدة في الحياة، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة، أو الأزمات المالية، قد يُؤدّي إلى الاضطراب ثنائي القطب.
كيفية تشخيص اضطراب ثنائي القطب
يجب أن يكون المريض قد عانى نوبة واحدة على الأقل من الهوس أو الهوس الخفيف كي يُشخّص بالاضطراب ثنائي القطب، مع استمرار تلك الأعراض 7 أيام على الأقل.
قد يفحص الطبيب جسم المريض أيضًا، ويُجرِي بعض الاختبارات لاستبعاد الأسباب المرضية التي قد تُسبِّب تقلّب المزاج، مثل اضطرابات الغدة الدرقية.
ما طرق علاج الاضطراب ثنائي القطب عند الرجال؟
لا تختلف طرق علاج الاضطراب ثنائي القطب عن الاكتئاب كثيرًا، فمن طرق علاج هذا الاضطراب:
- العلاج النفسي، ومنه العلاج المعرفي السلوكي.
- الأدوية، وتحديدًا مُثبّتات المزاج ومضادات الذهان، كما قد تُستخدَم مضادات الاكتئاب.
- العلاج بالصدمة الكهربائية.
- العلاج بالتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة.