صحتك قد تكون في خطر.. انتبه من "حمية الثعبان" لإنقاص الوزن!
تعد حمية الثعبان ترجمة واقعية لمحاولة وسعي الإنسان للتغلب على عامل الوقت عندما يرغب في التخلص من الوزن الزائد وحرق الدهون المتراكمة داخل الجسم.
ولأن النتائج الفعّالة للحميات الغذائية أحيانًا تكون خادعة، حيث لا تظهر الكوارث الصحية التي تتسبب بها فإن حمية الثعبان ربما تكون من بين تلك الأنظمة الغذائية الذي وجب كشف أسرارها.
ما هي حمية الثعبان؟
تستند حمية الثعبان التي ابتكرها شخص يدعى "كول روبنسون" -والتي لا يعدها مجرد حمية غذائية بل عادة حياتية دائمة- على الصيام القاسي لفترات طويلة تتراوح ما بين الـ 24-48 ساعة، إذ قادت المجاعات التي تعرض لها البشر قديمًا مُبتكر حمية الثعبان إلى دراسة قدرة جسم الإنسان على احتمال الجوع والاعتماد على وجبة واحدة فقط لعدة مرات خلال الأسبوع.
وعلى الرغم من غياب الأدلة العلمية على مدى التأثيرات الإيجابية لتلك الحمية على جسم الإنسان ووظائفه الحيوية، فإن "روبنسون" يعتقد بفاعلية حميته الغذائية التي تتضمن صيامًا لمدة 48 ساعة لتبدأ أولى وجبات الحمية بما يُسمى "عصير الثعبان" وهو مشروب تتشابه مكوناته إلى حد كبير مع المشروبات الرياضية الملونة التي تحتوي على الإلكتروليت.
وتشمل المرحلة الثانية من التغذية بعد الصيام الطويل 60 إلى 120 دقيقة، تناول الطعام المفتوح دون أي قيود، وأخيرًا تبدأ ساعات الصيام الطويلة من جديد.
كيف تطبق حمية الثعبان؟
ربما تتشابه حمية الثعبان مع نظام الصيام المتقطع ظاهريًا بسبب الصيام والامتناع عن تناول الطعام لعدد ساعات محددة، لكن بالطبع تعد حمية الثعبان أكثر صعوبة وتغيب عنها الأدلة والبراهين العلمية.
وبالنسبة للمشروب المُسمى "عصير الثعبان" الذي يستخدمه متبعو الحمية كأولى الوجبات بعد كسر الصيام الطويل فيمكن صناعته في المنزل باستخدام المكونات التالية:
- 8 أكواب من المياه.
- نصف ملعقة صغيرة من ملح الهيمالايا الوردي.
- ملعقة صغيرة من كلوريد البوتاسيوم الخالي من الملح.
- نصف ملعقة صغيرة من الملح الإنجليزي "ملح أبسوم" المخصص للطعام.
وفيما يخص السعرات الحرارية التي يستهلكها متبعو حمية الثعبان فهي لا تتخطى الـ 3500 سعرة حرارية في الأسبوع، في الوقت الذي توصي فيه المؤسسات العالمية الرجال باستهلاك 2000-3000 سعرة حرارية يومية، وهو ما يعادل 14000-21000 سعرة أسبوعيًا.
وبالطبع تختلف النسب المُوصى بها علميًا بفوارق كبيرة مع تلك التي تستهدفها حمية الثعبان ومن ثم ارتفاع المخاطر الصحية بسبب النقص الشديد في السعرات الحرارية اللازمة للجسم لاستمرار الحياة والقيام بالوظائف الحيوية الرئيسة.
وبمجرد الوصول إلى الوزن المرغوب فيه يستطيع متبعو الحمية من الرجال من أصحاب النشاط البدني المُرتفع استهلاك 20000 سعرة حرارية أسبوعيًا موزعة على 3 أيام.
اقرأ أيضًأ: من «باليو» إلى «حمية البحر المتوسط».. 5 أنظمة مُجربة لخسارة الوزن
مراحل حمية الثعبان
تنقسم حمية الثعبان إلى 3 مراحل رئيسة تساعد متبعيها على الوصول إلى الوزن المرغوب فيه وهي:
المرحلة الأولى
وهي المرحلة التي يتم خلالها القيام بفترة من الصوم الإجباري لـ 48 ساعة متواصلة، ويستطيع الشخص تناول كميات غير محددة من "عصير الثعبان" وخل التفاح المخفف بالمياه.
وبعد انقضاء الـ 48 ساعة تتم عملية تناول الطعام الطبيعي لمدة ساعة أو ساعتين على الأكثر بحسب قدرة الشخص دون وجود ضوابط محددة حول كميات أو نوعية الطعام، لتبدأ مرحلة جديدة من الصيام لمدة 72 ساعة متواصلة يعقبها فترة زمنية أخرى من تناول الطعام.
وعلى الرغم من اعتقاد مبتكر حمية الثعبان أن تلك الخطوات مهمة لمساعدة الجسم في التخلص من السموم المتراكمة في الكبد، فإن الدراسات العلمية تشير إلى أن الكبد والكلى يقومان بالتخلص من السموم عن طريق البول والعرق والبراز بشكل طبيعي دون الحاجة للصيام، وحتى مع القيام بتلك العملية فإن هناك العديد من المركبات الضارة تدخل جسم الإنسان.
المرحلة الثانية
هي المرحلة الحاسمة التي يتم فيها الوصول إلى الوزن المستهدف، وذلك بمساعدة الصيام لمدة زمنية طويلة تصل إلى 96 ساعة مع تناول وجبة واحدة فقط بعد الـ 48 ساعة الأولى من عدد الساعات الكلي للصيام المُقدر بـ 96 ساعة.
المرحلة الثالثة
هي آخر مراحل حمية الثعبان التي يستطيع خلالها الشخص تناول وجبة واحدة بعد صيام 24 ساعة متواصلة، وعلى الرغم من أنها أسهل المراحل فإن الجسم في هذه المرحلة يعاني اختلال إفراز الهرمونات المسؤولة عن الشبع والجوع مثل هرموني اللبتين والجريلين.
اقرأ أيضًا: «حمية العامل F».. نظامك الغذائي للعام الجديد
هل حمية الثعبان فعّالة؟
لا شك أن حمية الثعبان فعّالة، بل تعد من بين الأكثر فاعلية فيما يخص التخلص من الوزن الزائد، لكن تتم تلك العملية على حساب الصحة العامة لمن يتبعها.
على المستوى العلمي يؤدي الصيام إلى حرق الكثير من السعرات الحرارية من خلال إجبار الجسم على حرق الدهون والكتلة العضلية للحفاظ على الأعضاء الرئيسة في الجسم، وضمان القيام بالعمليات الحيوية المهمة لاستمرار حياة الإنسان.
لكن فقدان الوزن بتلك السرعة الكبيرة، وتجويع الجسم يشكل خطرًا كبيرًا على حياة وصحة الإنسان، إذ إنه في أثناء الصيام الطبيعي يعد فقدان 0.5 - 0.9 كيلو غرام أسبوعيًا نطاقًا أمانًا لفقدان الوزن، مع الاهتمام بتعويض الجسم خلال تناول الطعام بعد الصيام بالعناصر الغذائية المهمة والرئيسة مثل الفيتامينات والمعادن والبروتينات والمياه، وهذا الأمر هو ما تفتقده حمية الثعبان التي لا تعتمد سوى على تفريغ الجسم من كل العناصر الغذائية والرطوبة، وإجباره على الدخول في حالة من الجوع الشديد تهدد الصحة العامة.