من مكتبتي الصغيرة...
باولو كويلو
النعت والسيطرة
من بين كل الأشياء الموجودة، بعضها في متناول اليد، وبعضها الآخر ليس كذلك. تلك التي في متناول اليد هي الأفكار والنبضات والرغبات- وبكلمة واحدة، مهما كانت النتائج فهي من أفعالنا. لكن هناك أشياء تحدث ليس بمقدورنا التدخل فيها، وفي هذه الحالات، يجب ان ننظر إليها بحكمة لنعرف ما الذي حصل. مايزعج روح الإنسان ليس الحقائق، وإنما القرارات التي نتخذها بشأنها. لاتصلّ من اجل كل شيء في الحياة، اتبع درب إرادتك. وصل للامور ان تحدث كمايراد لها ان تحدث، وبذلك تكون الأمور افضل بكثير مما هو متوقع لها.
مانويل بانديرا والنهر
أن تكون مثل النهر الذي يتدفق
صامتاً مثل الليل
غير خائف من الظلام
يعكس النجوم العالية في السماء
وإذا السماء مملوءة بالغيوم
الغيوم هي ماء مثل النهر، لذلك
بدون ندم يعكسها أيضاً
في العمق الهادئ
تشيكواكسا فييه ونص واحد
حين تقدر على التغلب على مشكلات كبيرة في العلاقات، فانسَ الأوقات العصيبة وفكر في متعة اجتياز تلك المرحلة من حياتك. وحين تنجو من حادث خطير، لاتفكر في الصدمة التي قد تكون سببتها لك، وفكر في المعجزة التي ساعدتك في الهروب منها. وحين تخرج من حالة صحية تثير الهلع، فلا تفكر في المعاناة التي واجهتها وإنما فكر في بركة الله التي سمحت بالشفاء. تأكد انك تضع في ذكريات حياتك الأشياء الجيدة التي ظهرت وسط المصاعب. فهي الشهادة بقدر تكفي السباقات وسيعطيك الثقة بوجود الله الذي سيعينك في أي ظرف وفي أي وقت قبل ان تواجه أي عائق.
جبران وفن العطاء
طالما سمعتك ياصاح تقول متبّجحاً: "إنني أحب أن أعطي، ولكن المستحقين فقط".
فهل نسيت ياصاح، أن الأشجار في بستانك لا تقول قولك، ومثلها القطعان في مراعيك؟
فهي تعطي لكي تحيا، لأنها إذا لم تعط عرضت حياتها للتهلكة.
والحق أقول لك، إن الرجل الذي استحق أن يتقبل عطية الحياة، ويتمتع بأيامه ولياليه، هو مستحق لكل شيء منك.
والذي استحق أن يشرب من أوقيانوس الحياة يستحق أن يملأ كأسه من جدولك الصغير.
وأنت؟ من أنت حتى أن الناس يجب أن يمزقوا صدورهم، ويحسروا القناع عن شهامتهم وعزة نفوسهم، لكي ترى جدارتهم لعطائك عارية، وأنفتهم مجردة عن الحياء؟
فانظر أولاً،هل أنت جدير بأن تكون معطاءً، وآلة العطاء؟
أما أنتم، الذين يتناولون العطاء والإحسان – وكلكم منهم - فلا تتظاهروا بثقل واجب معرفة الجميل. لئلا تضعوا بأيديكم نيراً ثقيلاً يحمل على رقابكم ورقاب الذين أعطوكم.
لأنكم إذا أكثرتم من الشعور بما أنتم عليه من الدين، فإنكم بذلك تظهرون الشكو الريبة في أريحية المحسن الذي أمه الأرض السخية، وأبوه الرب الكريم.